Hot eventsأخبار سريعةإفريقيا

مالي والنيجر توقعان اتفاقًا نفطيًا يفاقم عزلة الجزائر الإقليمية

وقعت مالي والنيجر اتفاقًا هامًا يقضي بتزويد نيامي عدة مناطق في شمال مالي بالنفط، وذلك بعد توقف الإمدادات القادمة من الجزائر. يرى مراقبون أن هذا التحرك يشير إلى سعي البلدين الحليفين لتقليل اعتمادهما على الجزائر اقتصاديًا، وهو ما قد يزيد من عزلة الجزائر في محيطها الأفريقي.

وتم توقيع الاتفاق قبل نحو أسبوع خلال زيارة قام بها وزير الصناعة والتجارة المالي موسى ألسان ديالو إلى نيامي، حيث تركزت المباحثات حول إيجاد حلول لأزمة الوقود التي عانت منها مناطق ميناكا وغاو وكيدال وتمبكتو بعد توقف صادرات النفط الجزائرية إلى مالي.

يأتي هذا التعاون في ظل التوتر المتصاعد بين الجزائر ودول تحالف الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، خاصة بعد الأزمة التي نجمت عن إسقاط الجيش الجزائري لطائرة استطلاع مسيرة تابعة لمالي وما تلاه من استدعاء سفراء وإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المالية.

– محاولة لفك الارتباط وتوجيه ضربة للجزائر

يرى مراقبون أن الجزائر فشلت في إصلاح علاقاتها المتدهورة مع العديد من الدول الأفريقية، مما أدى إلى تراجع نفوذها الإقليمي. ويشيرون إلى أن اتفاق الطاقة بين النيجر ومالي يحمل دلالات عديدة، من بينها سعي نيامي للعب دور محوري في تحالف دول الساحل وتوجيه رسالة قوية للجزائر بهدف إنهاء حضورها في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين بسبب ملفات مختلفة، مثل ترحيل الجزائر لمهاجرين نيجريين في ظروف وُصفت بـ “الكارثية”.

ويعكس هذا التعاون تضامن نيامي مع باماكو في مواجهة الضغوط الجزائرية عبر ملف الطاقة. ويرى محللون أن الدبلوماسية الجزائرية كان الأجدر بها أن تسعى لتهدئة الخلافات مع البلدين الجارين بدلًا من التصعيد.

– تراجع النفوذ وعجز عن مواكبة التطورات

تشير تقارير إلى أن الجزائر فقدت قدرتها على التكيف مع التطورات الإقليمية الأخيرة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وتواجه صعوبة في صياغة رؤية خارجية متماسكة، بينما تُتهم بالتدخل في شؤون الدول الأخرى والتركيز على استعادة نفوذها المتراجع دون تقديم مبادرات تنموية أو حلول لأزمات المنطقة.

ويرى مراقبون أن الجزائر لم تستطع مواكبة التغيرات المتسارعة في المنطقة، خاصة مع صعود قوى إقليمية ودولية أخرى وتوجه تحالف الساحل نحو التعاون مع روسيا. كما يضاعف تنامي العلاقات بين تحالف الساحل والمغرب قلق الجزائر، خاصة بعد انخراط مالي والنيجر وبوركينا فاسو في مبادرة الأطلسي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button