Hot eventsأخبارأخبار سريعةالذكاء الاصطناعي AIالعالمالعلوم والتكنولوجياالناس و الحياةمجتمع

التأمين السيبراني للأفراد.. خطر متصاعد يقابله وعي منقوص

مع تزايد الاعتماد على الإنترنت في تفاصيل الحياة اليومية، من العمل عن بعد إلى إدارة المنازل الذكية، يواجه الأفراد اليوم تصاعدًا مقلقًا في معدلات الجرائم السيبرانية التي تستهدفهم داخل بيوتهم. هذه المخاطر لم تعد محصورة في سرقة البيانات البنكية أو انتحال الهوية، بل باتت تطال كل جهاز متصل بالشبكة، من الكاميرات إلى الأجراس الذكية.

– 3 من كل 4 أشخاص تعرّضوا لاختراقات

تقرير حديث صادر عن معهد معلومات التأمين الأمريكي (Triple-I) بالتعاون مع شركة Hartford Steam Boiler (HSB)، أشار إلى أن 75% من المستهلكين تعرضوا لفقدان أو سرقة معلوماتهم الشخصية، فيما قال 28% منهم إن حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قد تم اختراقها بالفعل.

هذه الأرقام تكشف أن الجريمة السيبرانية لم تعد مسألة “احتمال”، بل واقع يومي يفرض نفسه في حياة الأفراد، ويتطلب آليات حماية جديدة، في مقدمتها التأمين السيبراني الموجه للأفراد.

– المطالبات تتجاوز 10,000 دولار

يشير التقرير نفسه إلى أن متوسط التعويضات المالية الناتجة عن المطالبات السيبرانية في المنازل يفوق 10,000 دولار لكل حالة. هذا الرقم يعكس حجم الخسائر التي قد يتكبدها الأفراد جراء هجمات رقمية تستهدف بياناتهم، أو أجهزة منازلهم الذكية، أو حتى أطفالهم.

مع ظهور تقنيات مثل “التزييف العميق (Deepfake)” و”الذكاء الاصطناعي التوليدي”، أصبح من الممكن تنفيذ عمليات احتيال رقمية معقدة باستخدام أصوات وصور مزيفة يصعب تمييزها، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.

– الفجوة بين الوكلاء والعملاء

ورغم أن 84% من وكلاء التأمين والوسطاء يدركون أهمية هذا النوع من التأمين، إلا أن أقل من نصفهم (43%) يعتقدون أن عملاءهم يدركون فعليًا هذه الأهمية. كما أشار 56% من الوكلاء إلى أن العملاء غالبًا لا يفهمون أو لا يرون قيمة التأمين السيبراني الشخصي، رغم تقديمهم لهذه الخدمة مرارًا.

ويُعزى ذلك إلى افتقار كثير من العملاء للمعرفة التقنية، وعدم إدراكهم أن أجهزتهم الذكية قد تكون مدخلًا للهجمات.

– الوكلاء في الواجهة: بين التوعية والشرح

يرى التقرير أن الحل يكمن في تعزيز الدور التوعوي لوكلاء التأمين. حيث أن 73% منهم فقط يشعرون بالارتياح عند شرح التغطية السيبرانية للعملاء، و68% فقط يشعرون بالثقة في بيعها. هذا يعني أن الحاجة ليست فقط لمنتج تأميني جيد، بل إلى وكلاء مجهزين بالمعرفة والمهارات لتفسير التغطيات، وتبسيط مفاهيم الاستثناءات والخصومات.

في هذا السياق، قال ديل بورفيليو، كبير مسؤولي التأمين في Triple-I: “الهوة القائمة بين فهم العملاء والمختصين للمخاطر الرقمية تمثل جرس إنذار، ودعوة صريحة لتحرك العاملين في القطاع التأميني.”

– التحدي القادم: بناء ثقافة تأمينية رقمية

يوصي التقرير بأهمية الاستثمار في تأهيل الوكلاء ليكونوا على دراية بكل تفصيل يهم العملاء، من حدود التغطية إلى الاستثناءات والخصومات. فكلما ارتفع مستوى وعي الوكلاء، كان بإمكانهم مساعدة المستهلكين على حماية بياناتهم وأموالهم، وتجنب الوقوع ضحايا للهجمات السيبرانية.

في عالم لم يعد يفرق بين الحياة الواقعية والرقمية، يبقى التأمين السيبراني للأفراد واحدًا من أهم أدوات الحماية في المرحلة القادمة، شرط أن يكون مفهوماً، ميسّراً، ومبادرًا به من قبل وكلاء التأمين لا المستهلكين وحدهم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button