أخبارالرئيسيةالعالمفي الصميم

الجزيرة: صواريخ ايرانية تخرب “معهد وايزمان” الاقدم من اسرائيل

بقلم: سوسن ناشد

نقلت الجزيرة عن نيويورك تايمز خبرا عن إصابة مركز بحثى إسرائلى بأضرار كبيرة واندلاع حريق فى مختبراته نتيجة استهدافه بعدة صواريخ إيرانية.

على الفور تمنيت من كل قلبى أن يكون هذا المركز هو ” معهد وايزمان للعلوم” فى رحوفوت. وبعد دقائق أكد موقع يديعوت أحرونوت الإسراeيلى أن المركز البحثى المقصود هو معهد وايزمان للعلوم.

وأضاف الموقع العبرى أن النيران اندلعت فى مختبراته. وهذا المعهد أسسه فى فلسطين المحتلة وبأساليب غاية فى اللؤم والخسة الكيميائى الروسى الصhيونى حايبم وايزمان عام ١٩٣٤، نعم التاريخ صحيح١٩٣٤ ، أى قبل إعلان قيام دولة الكيان المحتل عام ١٩٤٨ ب ١٤ سنة كاملة. بمعنى أن الصهاينة أقاموا مؤسساتهم التعليمية مثل الجامعة العبرية ، والبحثية مثل معهد وايزمان ومستشفى هيداسا قبل قيام الدولة.

لقد كان وايزمان المولود فى روسيا واحدا من أهم الآباء المؤسسين لدولة الكيان المحتل وقد نجح أثناء الحرب العالمية الأولى وبوصفه عالم كيمياء فى تطوير طريقة متقدمة فى التخمر الصناعى أدت إلى انتاج كميات ضخمة من مادة الأسيتون التى يتم تحويلها بعمليات بسيطة إلى مادة متفجرة تسمى ” كوردايت” وسارع وايزمان بإهداء هذا الإنجاز العلمى إلى بريطانيا التى استفادت منه فى إنتاج أسلحة شديدة التفجير ساعدتها فى الحرب العالمية الأولى، ثم قدم وايزمان لبريطانيا انجازه الأهم عن تسيير السفن العملاقة بوقود سائل بدلا من الفحم ، ومقابل هذا حصل على وعد بلفور بمنح فلسطين للصهاينة بعد انتهاء الحرب.

وكان أهم وأعمق انجاز حققه وايزمان بعد ذلك هو إنشاء معهد التخنيون أى معهد التقنيات المتخصص فى الدراسات العلمية بعد الجامعية وخصوصا فى الرياضيات والكيمياء والفيزياء ، وتمكن من ذلك فعلا وتم افتتاح المعهد عام ١٩٣٤ أى قبل إنشاء الدولة ذاتها ب ١٤ عاما!! والحقيقة أن هذا المعهد الذى قدم خدمات علمية جبارة لدولة الكيان هو الذى رشح مؤسسه حاييم وايزمان لأن يكون أول رئيس للدولة.

والأهم أن هذا المعهد العملاق تحول خلال عقود إلى النبع الأساسى الذى خرجت منه كل البحوث التطبيقية العلمية التى مكنت الكيان من التقدم العلمى الكاسح فى مجالات علمية شديدة الأهمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والزراعة وعلوم الحاسوب والصناعات المتقدمة فى كل المجالات، وقد حصل عدد من باحثيه على جوائز علمية مرموقة من بينها ٣ جوائز نوبل على الأقل. والشاهد أن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد انتبه إلى خطورة هذا المعهد فأصدر قرارا جمهوريا عام ١٩٥٥ تقريبا بإنشاء المركز القومى للبحوث فى حى الدقى لتنافس به مصر دولة الكيان فى ملاحقة التقدم العلمى. وشاءت أقدارنا وكراهية حكامنا للتعليم والبحث العلمى أن تتعثر بحوث المركز .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button