غارات إسرائيلية تستهدف النازحين في غزة ومحادثات أمريكية-إيرانية

يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً خطيراً اليوم، حيث تشن القوات الإسرائيلية غارات مكثفة تستهدف منازل وتجمعات النازحين، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين. في المقابل، تتكشف جهود دبلوماسية حثيثة بين الولايات المتحدة وإيران في محاولة لاحتواء التوترات الإقليمية المتصاعدة.
– تصاعد العنف في غزة:
منذ فجر اليوم الخميس، تشهد مدينة غزة وشمال القطاع تصعيداً غير مسبوق في القصف الإسرائيلي. وأفاد المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن “الاحتلال الإسرائيلي يركز منذ صباح اليوم على استهداف خيام النازحين وتجمعات المواطنين في مدينة غزة تحديداً”، مشيراً إلى أن عدد الشهداء داخل المدينة وحدها بلغ أكثر من 55 شهيداً، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى أكثر من 180 مصاباً بينهم حالات حرجة.
وشملت الغارات الإسرائيلية مناطق حيوية، حيث استهدف قصف منزل في جباليا البلد شمال قطاع غزة، مما أسفر في البداية عن 8 شهداء وعشرات الإصابات، ثم ارتفع العدد إلى 11 شهيداً. كما تم استهداف مخيم للنازحين قرب شركة جوال وسط مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين بقصف من مسيرة إسرائيلية. وفي جنوب القطاع، وصل إلى مجمع ناصر الطبي شهيدان وعدد من الإصابات جراء استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين عند دوار السنية وسط مدينة خان يونس. هذه الأرقام ترفع حصيلة الشهداء الإجمالية في القطاع منذ فجر اليوم إلى 61 شهيداً.
– نداءات دولية وتصريحات عسكرية:
على الصعيد الإنساني، أطلق المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، نداءً مؤثراً لوقف العنف، مؤكداً أن “أطفال غزة يحترقون داخل الخيام ويشوهون بالقنابل ويصرخون من الألم دون أي دواء أو مسكن”، مطالباً بـ”السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار فورا”.
من جهة أخرى، أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار في منطقة الأغوار بعد رصد تسلل مسيرة. كما صرح الجيش الإسرائيلي بأن إيران استخدمت “صاروخاً متعدد الرؤوس الحربية”، معتبراً ذلك “تحدياً جديداً لدفاعاتنا”.
– دبلوماسية خلف الأبواب المغلقة:
في ظل هذا التصعيد العسكري، كشفت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين قولهم إن إيران تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. وأفاد الدبلوماسيون أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدثا هاتفياً عدة مرات منذ بدء تبادل الضربات العسكرية بين إيران وإسرائيل الأسبوع الماضي، في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع.
هذه المحادثات، التي تأتي في وقت حساس، تعكس رغبة الطرفين في احتواء الأزمة ومنع اتساع نطاقها. في السياق ذاته، نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن البحرية الأمريكية تدرس توزيع سفنها بالخليج حتى تصبح أقل عرضة للخطر، في إشارة إلى القلق من أي تصعيد محتمل.
وتأتي هذه التطورات بينما أعربت الخارجية الروسية عن سخريتها من “محاولات تبرير الهجوم الإسرائيلي على إيران بمخاوف منع الانتشار النووي”. وفي سياق إنساني آخر، أرسل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس 4 طائرات لإجلاء 1500 أمريكي عالقين في إسرائيل، وفقاً لفوكس نيوز.



