المغرب وجزر القمر: تعزيز التعاون ودعم الوحدة الترابية

في سياق توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة المغربية واتحاد جزر القمر،استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة،يوم الإثنين بالعاصمة الرباط نظيره القمري مباي محمد،الذي قام بزيارة رسمية إلى المملكة
ووفق بلاغ رسمي صادر عن وزارة الخارجية المغربية،سلم الوزير القمري رسالة خطية موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس من طرف رئيس اتحاد جزر القمر،أزالي أسوماني.وتعكس هذه الرسالة حسب مصادر دبلوماسية عمق العلاقات الثنائية والرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة بين البلدين ضمن رؤية استراتيجية قارية تقوم على التضامن والتكامل بين دول الجنوب.
وشكل اللقاء مناسبة لبحث سبل الارتقاء بمختلف مجالات التعاون الثنائي سواء على المستوى الاقتصادي أو التربوي أو الأمني،إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول قضايا إقليمية تهم الطرفين خاصة ما يتعلق بالتحديات التنموية والاستقرار في المحيط الإفريقي-المحيطي الهندي.
وتأتي هذه الزيارة في سياق الزخم المتزايد الذي تعرفه العلاقات المغربية-الإفريقية،حيث تمثل جزر القمر واحدة من الدول الإفريقية التي ما فتئت تعبر عن دعمها المتواصل للوحدة الترابية للمملكة،إذ كانت من أوائل الدول التي افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيون في إشارة واضحة إلى اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
تعكس الرسالة التي حملها الوزير القمري إلى العاهل المغربي أهمية البعد الدبلوماسي الذي باتت تلعبه الرباط في محيطها الإقليمي والقاري. كما تعد هذه المبادرات خير دليل على تحول السياسة الإفريقية للمملكة إلى نموذج يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب من خلال شراكات مبنية على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية.
– دور جزر القمر في دعم مغربية الصحراء داخل الاتحاد الإفريقي
لطالما شكلت جزر القمر صوتا دبلوماسيا داعما للمغرب داخل المحافل الإقليمية وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي.فقد ظلت القيادة القمرية من أوائل المؤيدين لمغربية الصحراء وعبرت عن ذلك مرارا ، ليس فقط من خلال التصريحات السياسية،بل عبر خطوات عملية أبرزها افتتاح قنصلية عامة في مدينة العيون سنة 2020 في خطوة سيادية تعكس موقفا واضحا وعلنيا.
كما كانت جزر القمر من بين الدول التي وقفت إلى جانب المغرب في مواجهة المناورات التي تستهدف وحدته الترابية داخل أروقة الاتحاد الإفريقي،حيث عملت على تقوية صف الرباط داخل لجنة الأمن والسلم وساهمت في دعم الموقف المغربي أثناء مناقشة العديد من القضايا الحساسة المرتبطة بالصحراء المغربية.
وتعتبر هذه المواقف نابعة من رؤية مشتركة تجمع البلدين،قوامها احترام السيادة الوطنية وتغليب منطق الحوار والحلول السياسية على التصعيد والانفصال.وفي ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها القارة الإفريقية،يبرز التنسيق بين الرباط وموروني كرافعة استراتيجية للحفاظ على استقرار المنطقة وتعزيز أدوار دول الجنوب في صناعة القرار الإفريقي.



