سرقة جزائرية مزدوجة: صورة من مرزوكة وثقافة حسانية مغربية!

في خطوة مثيرة للجدل، أطلقت وزارة الثقافة الجزائرية تظاهرة ثقافية بعنوان “الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية”، مرفقة بملصق دعائي يحمل صورة لصحراء مرزوكة المغربية، يظهر فيها قافلة من الجمال تعبر كثبانًا رملية شهيرة، تعتبر رمزًا من رموز السياحة الصحراوية في المغرب.
– صورة مسروقة من مرزوكة:
الصورة المستخدمة في الإعلان الرسمي للفعالية، والتي تُظهر مشاهد خلابة من الكثبان الرملية، تعود لمنطقة مرزوكة المغربية، وتُعدّ من أشهر الوجهات السياحية الصحراوية في شمال إفريقيا، وتستقطب سنويًا آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
استخدام هذه الصورة يُعتبر تعديًا صارخًا على الملكية البصرية والتراث الجغرافي المغربي، ويطرح علامات استفهام حول نية الجزائر في تزييف هوية ثقافية وجغرافية واضحة المعالم.
– الحسانية: هوية مغربية أصيلة
في الوقت الذي لم تعترف فيه الجزائر بالحسانية لا في دستورها، ولا في مناهجها التعليمية، ولا في وسائل إعلامها العمومية، تسعى فجأة إلى الظهور كراعية لهذه الثقافة، من خلال مهرجان يحشد عناصر من جبهة البوليساريو، إلى جانب أصوات مأجورة من خارج الحدود.
في المقابل، المغرب اعتمد الحسانية رسميًا في دستوره لسنة 2011 كلغة وثقافة وطنية وجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية المتعددة، إلى جانب الأمازيغية والعربية والرافد اليهودي الأندلسي والإفريقي.
– عندما تتحوّل الثقافة إلى أداة سياسية
إن استخدام الثقافة الحسانية في هذا السياق لا يخدم قيم التعايش ولا يعكس رغبة حقيقية في التثمين، بل يُوظَّف كأداة سياسية لمحاولة تشويش على وحدة المغرب الترابية، وتقديم البوليساريو كفاعل ثقافي مزعوم.
الواقع أن الحسانية هوية مغربية متجذرة، نُقلت من جيل إلى جيل عبر الشعر، والغناء، والمرويات، وهي حاضرة بقوة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، من الداخلة إلى العيون، حيث تُنظم مهرجانات ومواسم ثقافية حقيقية، بمشاركة مثقفين وشعراء وفنانين حسانيين أصليين.
الاستعانة بصورة من مرزوكة المغربية لترويج فعالية جزائرية عن الحسانية، يُعدّ تزويرًا للواقع، واعتداءً بصريًا ورمزيًا على التراث المغربي.
ومثلما لا يمكن سرقة الجغرافيا من أصحابها، لا يمكن اختطاف الثقافة من رحمها الأصلي.



