إغلاق مراكز المساعدات الأمريكية في غزة بعد استهدافها

في تطور خطير يزيد من معاناة سكان قطاع غزة، أُعلن اليوم عن إغلاق جميع مراكز توزيع المساعدات الأمريكية حتى إشعار آخر، وذلك إثر إصابة جنديين أمريكيين بانفجار قنبلة. يأتي هذا الحادث بعد أن شهدت المنطقة مقتل المئات من المدنيين المنتظرين للمساعدات في حوادث قصف سابقة.
وأفادت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في بيان لها اليوم السبت، بأن عاملي إغاثة أمريكيين أصيبا بجروح غير خطيرة في “هجوم موجه” استهدف موقعاً لتوزيع المواد الغذائية في غزة. وأضافت المؤسسة، وفق ما نقلته وكالة رويترز، أن الهجوم يُعتقد أنه نُفذ بواسطة مهاجمين ألقيا قنابل يدوية، وأن المصابين يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرة.
– تحذيرات سابقة ودلالات مثيرة للقلق
هذا الحادث يأتي ليؤكد المخاوف التي عبرت عنها وزارة الداخلية في غزة قبل يومين، حيث حذرت بشدة من أي تعامل مع “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF). واتهمت الوزارة المؤسسة بأنها “مصيدة للموت الجماعي والإذلال، وانتهاك ممنهج للكرامة والحقوق الإنسانية”.
وجاء في بيان الداخلية أن هذه المؤسسة “لم تنشأ بغرض الإغاثة أو التخفيف من معاناة المحاصرين والمجوعين من أبناء شعبنا، بل تحولت، بفعل بنيتها وآلياتها العمل الأمنية والعسكرية، إلى مصائد موت جماعي، ومراكز إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة والحقوق الإنسانية”.
تثير هذه التطورات تساؤلات جدية حول مستقبل المساعدات الإنسانية في القطاع، وتضع تحديات كبيرة أمام الجهود الرامية لتخفيف معاناة السكان في ظل الظروف الراهنة. فإغلاق مراكز التوزيع وتزايد المخاطر الأمنية يفاقمان الأزمة الإنسانية، ويزيدان من عزلة القطاع الذي يعاني بالفعل من حصار قاسٍ.