Hot eventsأخبارأخبار سريعةشرق أوسط

“لحن الحياة” يتحول إلى نشاز: فضيحة تهز سوريا وتكشف مصير آلاف الأطفال

مع سقوط نظام بشار الأسد، تتكشف المزيد من القصص الموجعة التي هزت المجتمع السوري، لكن أحدثها يلامس أعمق جروح الإنسانية: فضيحة “دار لحن الحياة”. هذه الدار، التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا للأطفال، تحولت إلى مركز لتزوير الهويات وتفكيك العائلات، في جريمة تتجاوز كل التصورات.

التحقيقات تكشف تورط شخصيات بارزة، من مديرة المجمع هنادي الخيمي، إلى وزيرات سابقات في نظام الأسد مثل ريما القادري وكندا شماط. الأكثر صدمة هو تداول اسم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السابق، في ضلوعها بعمليات تسليم قصري لأطفال المعتقلين إلى عائلات موالية.

– خيوط القضية: صحفية تزيح الستار عن الفظائع
بدأت خيوط هذه القصة الصادمة تتكشف في سبتمبر الماضي، أمام أعين الصحفية ميريلا أبو شنب، التي غاصت في أحد أخطر الملفات الإنسانية في سوريا. في حوار معها، أكدت أبو شنب أن القضية “صادمة ومحزنة ومؤسفة لنا جميعاً”، خاصة وأنها لم تكن متداولة بتلك التفاصيل داخل سوريا في السابق.

أوضحت أبو شنب أن “بيوت لحن الحياة” هي الهيئة الناظمة لشؤون الأطفال مجهولي النسب، والذين “هم بلا هوية”. لكن ما كشفته التحقيقات هو استغلال هذه الدور لإخفاء أطفال المعتقلين وتصنيفهم كـ”مجهولي النسب”، ليتم لاحقاً تسليمهم لعائلات موالية. هذا يعني أن أطفالاً معروفة أصولهم تم “اختطافهم وتجريدهم من أصولهم العائلية” ووضعهم في هذه الدور، ومن ثم تسليمهم لعائلات أخرى، في عملية يمكن وصفها بـ”تجارة البشر”.

– تعتيم كامل وتورط شخصيات بارزة
خلال بحثها عن تفاصيل عمل “بيوت لحن الحياة”، واجهت ميريلا أبو شنب “خطاً أحمر” ومنعًا من الزيارة أو التصوير أو إجراء المقابلات. كان الجواب دائمًا أن “بيوت لحن الحياة تابعة بشكل مباشر للقصر وللسيدة الأولى في ذلك الوقت”. هذا التعتيم الكامل أثار الشكوك حول ما يجري داخل هذه الدور.

أكدت الصحفية تورط ريما القادري وكندا شماط، اللتين شغلتا منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالإضافة إلى مديرات الدار مثل لما الصواف، ندى الغبرة، وهنادي الخيمي. وقد تم اعتقال هؤلاء مؤخرًا بتهمة الاشتباه في تورطهم بهذا الملف.

– مصير مجهول لآلاف الأطفال
السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو مصير 3700 طفل، هو العدد الذي تشير إليه منظمات حقوقية وأهالي الأطفال المخطوفين. تتساءل أبو شنب: “أين ذهبوا؟”، وترجح احتمالات “تسفيرهم لروسيا، لإيران، المتاجرة بهم، تشغيلهم في الدعارة”، مؤكدة أن “كل الاحتمالات بشعة حقيقة”.

تأمل الصحفية وكثيرون الحصول على معلومات من الشخصيات المعتقلة، لتحديد مصير هؤلاء الأطفال الذين قد يكون بعضهم لا يتذكر أهله لكونه اختطف رضيعًا أو في سن صغيرة جدًا. هذا الملف يُعد اختبارًا حقيقيًا للسلطات السورية الجديدة، التي يجب أن تضع مصير هؤلاء الأطفال أولوية قصوى.

المصدر :قناة Al Mashhad المشهد

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button