تحسبًا للمستقبل: قناة جزائرية تعتمد كتابة متقطعة لتسمية البوليساريو في منشوراتها

في خطوة لافتة أثارت اهتمام المراقبين، لجأت قناة “AL24news” الجزائرية الرسمية إلى كتابة اسم “البوليساريو” بحروف متقطعة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في سياق تغطيتها لتصريحات وصفها البعض بالتصعيدية ضد المغرب.
المنشور الذي جاء فيه: «البو..ليسا..ريو: سنعمل على ألا يبقى المغرب بمنأى عن العقاب»، بدا للمتابعين أنه محاولة متعمدة لتفادي رصد الخوارزميات الأوتوماتيكية التي قد تُصنّف محتوىً داعمًا أو مروّجًا لكيان يوشك أن يُصنَّف كتنظيم إرهابي، خاصة مع تنامي الدعوات الدولية لإدراج جبهة البوليساريو ضمن لوائح الإرهاب.
ويعتبر متابعون أن هذه الخطوة تعكس خشية إعلام رسمي من التداعيات القانونية والسياسية المحتملة في حال تم تصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي، وهو تصنيف يجري تداوله بشكل متزايد في دوائر أوروبية وأمريكية وأفريقية، خصوصًا بعد تقارير تحدثت عن صلات بين عناصر الجبهة وتنظيمات متطرفة تنشط في منطقة الساحل.
ويرى خبراء أن هذا الأسلوب الإعلامي “التحايلي” ليس جديدًا في بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الجزائر، إذ سبق استعمال تكتيك التلاعب اللفظي أو الاختصارات لتجنب المساءلة حول دعم البوليساريو، وهو دعم يثير حرجًا متزايدًا في ضوء التحولات الإقليمية والدولية الأخيرة.
من جهة أخرى، يربط محللون بين هذا التحرز وبين ما عاشته الجزائر في تجارب سابقة تاريخيًا، حيث وجدت نفسها متهمة بشكل مباشر أو غير مباشر برعاية جماعات مسلحة منذ فترة الاستفتاء الذي دعا إليه الجنرال ديغول في ستينيات القرن الماضي.
ويبقى السؤال الأهم: هل يكفي أسلوب التقطيع والرمزية في التغليف الإعلامي لتجنب المسؤولية القانونية والسياسية، أم أن المعطيات الميدانية والحقائق الموثقة هي التي ستحسم في النهاية موقف المجتمع الدولي من الجبهة وداعميها؟



