
في حوار مطول ضمن برنامج “وجها لوجه” على إذاعة(MFM Radio ) يوم الخميس 24 يوليو 2025، كسر عزيز الرباح، الوزير الأسبق والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، صمته ليقدم تقييمًا معمقًا لمساره السياسي وتحديات الحكامة في المغرب، معلنًا عن رؤيته لدور العمل المدني في النهوض بالبلاد.
استهل الرباح حديثه بالتضامن مع غزة، واصفًا ما يحدث بـ”حرب تجويع وإبادة” من قبل “الكيان الإسرائيلي”، ومؤكدًا على دور المقاومة كـ”جدار واقي لأمتنا”. كما أشاد بتوالي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، داعيًا الجزائر إلى إدراك أن “العالم يتغير” وأن مصلحته مع “المغرب الموحد”.
وفي الشأن الداخلي، أبدى الرباح رأيًا جريئًا حول قضية اتهام وزير العدل بالتهرب الضريبي، مشددًا على ضرورة قيام المؤسسات بدورها، وأنه “إذا ثبت ذلك، فمن الجرأة السياسية والأخلاقية أن يقدم استقالته”. ورغم تحفظه على التعليق المباشر على الخرجات الإعلامية الأخيرة لعبد الإله بن كيران، دعا إلى رفع مستوى النقاش السياسي والتركيز على “القضايا المحرجة” التي تهم ملايين المغاربة كالبطالة والتشغيل.
صدمة 2021 وتحديات الحكامة
وصف الرباح نتائج انتخابات 2021 التي شهدت “السقوط المدوي” لحزبه بـ”غير المفهومة”، رافضًا فكرة “التصويت العقابي” بشكل كامل، ومقرًا بأن “جزءًا منا” مسؤول عن ذلك بسبب “الصراع فيما بيننا”. وعبر عن قلقه من تشكيل حكومة بثلاثة أحزاب كبيرة، متسائلاً عن دور المعارضة وفعاليتها. كما انتقد بشدة “اختراق المشهد الحزبي والسياسي والمؤسساتي” من قبل “التيارات الفاسدة” والمخدرات.
وبشأن التحديات التنموية، أكد الرباح أن المشكل لا يكمن في غياب الاستراتيجيات والإمكانيات، بل في غياب “الحكامة والصرامة” و”الجدية”، محذرًا من “النوع الكسول” و”النوع المفسد المرتشي”. ودعا إلى قيادات وقدوات تتميز بـ”النزاهة والحكمة” لتحفيز الأغلبية الصالحة.
حصيلة وزارية وإكراهات الإصلاح

استعرض الرباح حصيلته في وزارتي التجهيز والنقل، والطاقة والمعادن والبيئة، مشيرًا إلى إصلاحات كبرى مثل تخفيض تكلفة البنية التحتية، وتحرير قطاع النقل الجوي، ودعم المنتجات المحلية، بالإضافة إلى إطلاق المخطط المعدني والجيولوجي، وإعادة النظر في السياسة الطاقية. واعترف بأن أبرز الإكراهات كانت تأخر إعداد القوانين والمراسيم بسبب طول فترة التشاور، مما يضيع “فرصًا كبيرة على بلادنا في الإصلاح والاستثمارات”.
العمل المدني: “المبادرة الوطن أولا ودائمًا”
تحدث الرباح عن تجربته في الجمع بين مهام الوزير ورئيس جماعة القنيطرة، معترفًا بأنها كانت “متعبة”، لكنه أكد حرصه على إنهاء جميع المهام لخدمة المواطنين. وكشف عن تأسيسه لجمعية “المبادرة الوطن أولا ودائمًا”، مؤكدًا أن جذورها تعود إلى العمل المدني، وأنها ليست تمهيدًا لتشكيل حزب سياسي. وشدد على أن الهدف هو “العطاء للوطن” من خلال تأطير الشباب والمجتمع، والدفاع عن القضايا المحورية، ودعوة الكفاءات إلى الانخراط في العمل المدني.
اختتم الرباح حديثه بالتأكيد على أن المغرب “يستحق الأفضل”، داعيًا إلى “ثورة إنسانية قيمية” و”الالتزام الجماعي” لتجاوز التحديات، معربًا عن ثقته بقدرة المغرب على تحقيق ذلك في أقل من 10 سنوات بـ”حكامة راشدة” وتغيير السلوك:



