قمة ترامب-بوتين في ألاسكا.. هل تحمل بارقة أمل لإنهاء الصراع الأوكراني؟

يترقب العالم، يوم غد الجمعة، قمة تاريخية تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة أنكوريدج بولاية ألاسكا، في مسعى لمنح السلام فرصة لإنهاء النزاع الروسي الأوكراني الذي أثقل كاهل السياسة العالمية والاقتصاد الدولي.
وعلى طاولة المحادثات التي ستنعقد في القاعدة المشتركة “إلمندورف ريتشاردسون”، سيسعى الزعيمان إلى تنحية الخلافات الثنائية جانباً، للتركيز على تسوية الأزمة الأوكرانية. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، أكد الرئيس ترامب مراراً أن التوصل لاتفاق سلام بين كييف وموسكو قد يقتضي “تبادل أراضٍ” بين البلدين، في خطوة تمهد الطريق لتحقيق وعده الانتخابي بإنهاء النزاع.
ويتمثل التحدي الأبرز للقمة في إيجاد أرضية مشتركة للتوفيق بين المطالب المتباينة. ففي الوقت الذي تصر فيه موسكو على اعتراف كييف رسمياً بتبعيتها لأربع مناطق بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، تسعى أوكرانيا إلى الحفاظ على سيادتها ومصالحها الجيواستراتيجية.
وتكتسب رمزية مكان القمة أهمية خاصة، فولاية ألاسكا، التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية، تمثل نقطة تلاقٍ استراتيجية بين البلدين. ويُعد اختيارها لاستضافة هذا الحدث مؤشراً على رغبة الطرفين في إيجاد أرضية مشتركة للحوار.
وفي خطوة تمهيدية للقمة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، فيما عقد قادة أوروبيون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعاً في برلين لبحث الوضع، وهو ما يظهر مدى اهتمام الأطراف الدولية بنتائج هذه القمة التي قد تؤثر على مستقبل السياسات في القارة الأوروبية والعالم بأسره.
ويأمل المراقبون أن تسفر قمة ألاسكا عن نتائج ملموسة تساهم في وقف إطلاق النار وتعبيد الطريق نحو حل سياسي ينهي هذا النزاع، الذي تسبب في أزمة إمدادات عالمية وأمن غذائي، ويفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة.



