فاس تستضيف مؤتمرًا عالميًا للتصوف يؤسس لتحالف دولي لمكافحة التطرف

اختتمت مدينة فاس فعاليات الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتصوف، الذي انعقد تحت شعار “منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان”، بتوصيات مهمة من شأنها تعزيز دور التصوف كقوة فاعلة في نشر السلام العالمي ومواجهة التطرف. وقد جمع المؤتمر، الذي نظمه المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية (IACSAS)، نخبة من العلماء والمشايخ يمثلون أكثر من 30 دولة.
وتأتي أهمية هذا المؤتمر من التركيز على النموذج المغربي للتصوف، الذي لا يقتصر دوره على الجانب الروحي، بل يمتد ليشمل أبعادًا اجتماعية وسياسية ودبلوماسية، مما يجعله أداة لحفظ الأمن الروحي الداخلي وحصنًا أيديولوجيًا ضد الأفكار المتطرفة. وقد ركزت الجلسات على محاور متعددة أبرزت العلاقة بين التصوف وقيم المواطنة الفاعلة، ودوره في التنمية الحضارية والاقتصادية، بالإضافة إلى أهمية التزكية في تحقيق التوازن الإنساني.
ومن أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر كانت الدعوة إلى تأسيس اتحاد عالمي لأهل التربية والسلوك، يمكن تسميته “التحالف العالمي لأهل التصوف”، بهدف توحيد الجهود الصوفية العالمية. كما أوصى المؤتمر باعتماد منهج التزكية كمقرر دراسي في المؤسسات التعليمية، وتجديد المنهج الصوفي بما يتوافق مع التحديات المعاصرة، مع ضرورة تنقيته مما علق به من بدع وانحرافات.
وفي تصريح له، أكد الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني، رئيس المؤتمر، أن هذه اللقاءات تهدف إلى “تخليق الإنسان داخليًا ليصبح منتجًا وفاعلًا“، وهو ما ينسجم مع الرؤية الملكية السامية للملك محمد السادس. وأشار الدكتور الكبيطي إلى الحضور النسائي القوي في المؤتمر، مؤكدًا أن “المرأة لها حضور فعال في الحضارة الإسلامية” وأنها تلعب دورًا رياديًا في التصوف ونشر السلام.



