أخبارالرئيسيةالعالم

عندما تتحول بيوت الحرب إلى مقابر صامتة للأرواح: هل يسمع السوريون صدى ذاكرتهم أم أشباح موتاهم؟

في حي باب هود بمدينة حمص، لا يتعلق الأمر بمجرد قصة “أصوات غامضة” تنبعث ليلاً من منزل مهدّم قضت فيه أسرة كاملة تحت القصف؛ بل بظاهرة أعمق تكشف كيف تتداخل الذاكرة الجماعية مع الخراب المادي للحرب.

يصف الجيران سماعهم المتكرر لضحكات أطفال وخطوات عائلة داخل بيت فارغ، في مشهد يبدو أقرب إلى الخيال. غير أن الواقع يقول إن القصف الذي دكّ المنزل لم يترك سوى الجدران المهدّمة وذكريات دامية ترفض أن تنطفئ. كل محاولة عقلانية لتفسير ما يحدث، من سدّ الأبواب المخلوعة أو تثبيت النوافذ المكسورة، تنتهي بنتيجة واحدة: عودة الأشياء إلى حالتها السابقة وكأن “يداً خفية” تعيد المسرح إلى نقطة البداية.

لكن خلف هذه “القصص المرعبة”، يبرز سؤال جوهري: هل يسمع السكان حقاً أصوات أشباح، أم أن ذاكرتهم المثقلة بالموت والخوف هي التي تستحضر الماضي بشكل يومي؟ في علم النفس، تُعتبر مثل هذه الظواهر انعكاساً لصدمات جماعية غير مداواة، حيث تتحول البيوت المدمرة إلى “مقابر مفتوحة” تُذكّر الأحياء بما عاشوه من رعب.

الحرب لم تقتل أجساداً فقط، بل تركت خلفها أطيافاً من الذاكرة تسكن الحوائط، وتتنقّل بين الأزقة. وهكذا، يصبح كل بيت مهدّم ليس مجرد ركام حجارة، بل مسرحاً يومياً لإعادة تمثيل الفقدان الجماعي الذي لم يجد بعد فرصة للدفن أو النسيان.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button