أخبارالرئيسيةفي الصميم

عزيز أخنوش والسياسة التواصلية المتأخرة

وأنا انصت بإمعان لكلمة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، التي ألقاها أمام وزراء وبرلمانيي حزبه، على هامش افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب، تأكدت صراحة، أن خروج جيل Z للشارع ومطالبته بحقوق دستورية اجتماعية وبمحاسبة الحكومة، والخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس في البرلمان الذي كان تتمة لخطاب العرش الأخير، غيرا من نبرة جل السياسيين وفي مقدمهم الأغلبية التي كانت تروج لخطاب التغول والتحكم، بل وجسدت للمعنى الحقيقي لإعادة التربية من جديد..

بقلم/ ربيع كنفودي

لكن في المقابل، عبرت عن استغرابي الشديد لدعوة عزيز أخنوش رئيس الحكومة ورئيس التجمع الوطني للاحرار، وزراءه وبرلمانيي حزبه، أن يخرجوا وينصتوا للمواطن، لأن على حد قوله، “المواطن هو اللي جابكم للبرلمان”. كما دعاهم إلى ضرورة التعريف بالمنجزات التي أنجزت، وحتى التي لم يتم إنجازها، يجب الوقوف عندها وذكر الاسباب لماذا لم تنجز..
هنا استحضرت أغية الفنانة ليلى مراد حين غنت “كلام جميل، كلام معقول”، لكن السؤال لرئيس الحكومة: لماذا في هذا التوقيت بالضبط، هل هو خوف من المستقبل، من خسارة الانتخابات المقبلة، أم أنه يبقى تفعيلا لخطاب الملك ولمطالب جيل Z؟.

وهنا نتساءل أيضا، إذا كان تفعيلا للخطاب الملكي ولمطالب الشباب، فلماذا لم تفعلون خطبا ملكية سامية سابقة، خصوصا فيما يتعلق بالشق المرتبط بمحاربة الفساد. وهنا نوجه لكم سؤالا مباشرا، بصفتكم رئيسا للحكومة، وانطلاقا من التصريح الأخير لرئيس الفريق التجمعي بمجلس النواب خلال استضافته في ندوة، قال: “لا أحد يتزايد علينا في محاربة الفساد” بمعنى ان حزب الأحرار باستطاعته مواجهة ومحاربة الفساد، إذن إذا كان الأمر كذلك، فهل ستمتلكون الشجاعة والجرأة السياسية وترجعون قانون الإثراء غير المشروع الى قبة البرلمان لمناقشته والتصويت عليه، مادام أن الأغلبية والمعارضة مجتمعة على مبدإ محاربة الفساد والإثراء غير المشروع..؟

دعوة عزيز اخنوش برلمانييه إلى التواصل مع المواطنين، يجعلني أجزم، أن رئيس الحزب ليس على إطلاع بحصيلة نوابه الذين كما قال دخلوا البرلمان بفضل المواطنين من أجل الانصات لمشاكلهم وانشغالاتهم والدفاع عنها أمام الحكومة، وليس العكس.. وهنا نقول لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار: بأي وجه سيخرج نائب برلماني اليوم للمواطن وينصت لهمومه، وقد غاب عنه 4 سنوات، لا هاتفا يجيب، لا سؤالا كتابيا ولا شفويا، لا تعقيبا ولا أي شيء، سوى امتياز برلماني وأجرة شهرية يستفيد منهما “على ظهر المواطن..”
بأي وجه سيخرج هذا البرلماني الغائب عن المواطن وعن البرلماني، ليشرح للساكنة منجزات الحكومة، التي غابت هي والبرلماني على حد سواء؟ “سمعنا بهم، بصح ما شفناهم..”

ختاما، كان على عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار، عوض أن يدعو برلمانييه للتواصل مع المواطن، ان يحاسبهم أولا عن الحصيلة، وأن يحاسب من سخر بالمواطن الذي أوصله للبرلمان. فقدان الثقة في الأحزاب السياسية وفي الحكومة، سببها أمثال هؤلاء البرلمانيين الذين جاؤوا ليغيروا من حالهم ويحافظوا على مشاريعهم، ليبقى المواطن والمدينة التي ينتمون لها هي آخر حساباتهم وتطلعاتهم..

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button