ولد الرشيد يناشد البوليساريو: فرصة تاريخية لإنهاء المعاناة وفتح صفحة جديدة

في سياق التطورات المتسارعة التي يشهدها ملف الصحراء المغربية عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797، الذي جدّد دعم المنتظم الدولي لمقترح الحكم الذاتي كحلّ وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية، وجّه ولد الرشيد نداءً مباشراً إلى قيادة جبهة البوليساريو وسكان مخيمات تندوف، دعاهم فيه إلى اغتنام ما وصفه بـ“الفرصة التاريخية” لإنهاء المعاناة والدخول في مرحلة جديدة من السلم والتنمية.
النداء، الذي بثّته منصة “صوت وصورة” التابعة لموقع هسبريس، حمل رسائل إنسانية وسياسية قوية، عبّرت عن رغبة حقيقية في طيّ صفحة الماضي وبناء مستقبل مشترك قوامه الكرامة والوحدة والاستقرار. وأكد ولد الرشيد في كلمته أن “الوقت حان لعودة أبنائنا المحتجزين إلى وطنهم الأم، وأن المغرب يمدّ يده بصدق إلى كل من يرغب في المشاركة في مشروع الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة”.
وأضاف المتحدث أن التغييرات الأخيرة على المستوى الدولي “كرّست مشروعية الموقف المغربي”، وأن قرار مجلس الأمن الأخير “يشكّل تتويجاً لسنوات من العمل الدبلوماسي الهادئ والفعّال الذي يقوده الملك محمد السادس”. كما شدّد على أن الخطاب الملكي الأخير “جاء ليؤسس لمرحلة جديدة ما بعد 31 أكتوبر، تُبنى على الحوار والتفاهم، لا على منطق الغالب والمغلوب”.
وفي تحليله لنداء ولد الرشيد، يرى عدد من المتتبعين أن الرسالة تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز البعد الإنساني، إذ تعبّر عن تحوّل في الخطاب المغربي الرسمي والشعبي، من الدعوة إلى الحلول الدفاعية إلى طرح مبادرات انفتاحية تستهدف الأطراف المعنية مباشرة. فبعد أن أقرّ مجلس الأمن بمصداقية المقترح المغربي، لم يعد مطروحاً الحديث عن “استفتاء” أو “تقرير مصير”، بل أصبح التركيز على سبل تنفيذ الحكم الذاتي كإطار نهائي لتسوية النزاع.

ويُنظر إلى هذه المناشدة على أنها تعبير عن ثقة المغرب في شرعية موقفه، وعن إرادة حقيقية في تحقيق مصالحة مغاربية شاملة، خصوصاً مع تكرار الدعوات إلى حوار أخوي مع الجزائر، وفتح المجال أمام أبناء الصحراء للعودة والمساهمة في تنمية أقاليمهم.
واختُتم النداء برسالة أمل موجهة إلى سكان مخيمات تندوف:
“عودوا إلى وطنكم، فالمغرب يتّسع لكل أبنائه، والباب ما زال مفتوحاً لبناء مستقبل يسوده السلام والوحدة”.



