Hot eventsأخبارأخبار سريعةالأنشطة الملكية

الملك محمد السادس يطلق تشغيل مراكز صحية وتكوينية جديدة لتعزيز الكرامة والعدالة الاجتماعية

في إطار العناية الملكية المستمرة بالفئات الهشة والمعوزة، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسًا لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته السامية بتشغيل مجموعة من المراكز الاجتماعية والصحية والتكوينية التي أنشأتها المؤسسة في مناطق متفرقة من المملكة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الحماية الاجتماعية، ودعم الاندماج المهني، وتحسين جودة الخدمات الأساسية للمواطنين، مجسدةً رؤية ملكية شاملة للنهوض بـالدولة الاجتماعية.

– بنيات صحية قوية لخدمة الفئات المحتاجة
وفقًا لبلاغ صادر عن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، باتت 13 مركزًا صحيًا جديدًا جاهزة بالكامل من حيث البناء والتجهيز، وسيُشرع في تشغيلها فورًا. تتوزع هذه المراكز عبر ثماني عمالات وأقاليم، وتضم وحدات متخصصة في:

-الرعاية الصحية الأولية
-التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة
-علاج الإدمان ومواكبة حالات التبعية
-التكفل بالأمهات والأطفال في وضعية هشاشة

يأتي هذا الإجراء ضمن رؤية متكاملة تركز على القرب والفعالية في التدخل الاجتماعي، حيث توضع هذه البنيات في صلب النسيج المحلي لتقليص الفوارق المجالية وضمان الولوج العادل إلى الخدمات الأساسية.

– التكوين المهني: رافعة للتمكين والاندماج
إلى جانب المراكز الصحية، قررت المؤسسة تشغيل 6 مراكز جديدة للتكوين المهني. هذه المراكز، المجهزة بالكامل، تستقبل شبابًا وشابات من مختلف المناطق بهدف تزويدهم بمهارات عملية في قطاعات حيوية وواعدة مثل:

-البناء والأشغال
-الحرف الصناعية
-الفندقة والمطعمة
-الخدمات الشخصية
-الرقمنة والتقنيات الحديثة

تندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية وطنية لمكافحة البطالة وتمكين الشباب من فرص حقيقية للاندماج الاجتماعي والاقتصادي، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التكوينية.

– الحسيمة: مركز سوسيو-تربوي لدعم الطفولة والشباب
في إطار الدينامية التنموية المحلية، أعلنت المؤسسة عن افتتاح أول مركز سوسيو-تربوي بجماعة إيزمورن التابعة لإقليم الحسيمة. باستثمار بلغ 3.5 ملايين درهم، يهدف المركز إلى مواكبة الطفولة والشباب تربويًا ونفسيًا، عبر توفير فضاءات تعليمية ومرافق للدعم النفسي والاجتماعي.

– شراكات فعالة لضمان استمرارية الخدمات
أوضحت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أن إدارة وتسيير هذه المراكز سيتم عبر شراكات فعالة مع جمعيات محلية ومتخصصة، وبالتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية. يهدف هذا النهج إلى ضمان استمرارية الأداء وجودة الخدمات، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى ترسيخ حكامة اجتماعية رشيدة وفعالة.

– رؤية ملكية متجددة: من الإحسان إلى التنمية المندمجة
يؤكد هذا المشروع الاجتماعي الطموح على تحول دور مؤسسة محمد الخامس للتضامن، حيث لم تعد تكتفي بتقديم الدعم الخيري التقليدي. بل أصبحت فاعلاً رئيسيًا في تنزيل رؤية ملكية تقوم على تنمية بشرية شاملة وتمكين اجتماعي واقتصادي مستدام.

من خلال هذه المبادرات، ينتقل المغرب من مجرد تقديم المساعدة إلى بناء قدرات الأفراد والمجتمعات المحلية، وذلك في انسجام تام مع الورش الملكي الكبير لتعميم الحماية الاجتماعية وإرساء الدولة الاجتماعية كما أرادها الملك محمد السادس. هذه الرؤية الملكية تحول التضامن إلى أداة للعدالة المجالية، وتجعل من هذه المراكز أدوات لتقليص الفوارق وإعادة توزيع فرص التنمية وتقوية ثقة المواطن في الدولة، خاصة في المناطق التي عانت لعقود من التهميش أو النقص في البنية الأساسية.

إن تفعيل هذه المشاريع على الأرض يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة النخب المحلية والقطاعات الحكومية على مواكبة هذا التحول عبر التسيير الجيد والمتابعة المستمرة وربط المسؤولية بالمحاسبة، مما يجعل من التضامن رافعة للكرامة ومن العدالة الاجتماعية مسارًا لبناء مغرب أكثر توازنًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button