Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

عين الحدث| دعم زوما لسيادة المغرب وتعزيز التحالفات الاستراتيجية

إعداد وتحرير : مصطفى بوريابة

في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، يواصل المغرب تعزيز مكانته كفاعل أساسي على الساحتين الإفريقية والمتوسطية، مؤكدًا عبر أكثر من مناسبة دعم سيادته على صحرائه، وتجديد التزامه بالقضايا العربية والإفريقية الحيوية. فقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في لقاء جمعه مع الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وزعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي” جاكوب زوما، الدعم الثابت لسيادة المغرب على صحرائه، مشددًا على أن مقترح الحكم الذاتي يشكل حوكمة محلية حقيقية تضمن وحدة وسيادة المملكة. وفي إطار تعزيز الشراكة الأورو-متوسطية، شدد بوريطة خلال الاجتماع الوزاري ببروكسيل على ضرورة تحويل التعاون إلى تحالف استراتيجي، معتبراً البحر الأبيض المتوسط فضاءً بناءً مشتركًا وليس مجرد مجال للتجاور الجغرافي، مع إشادة بالتحضيرات الجارية للميثاق المرتقب.

ولا يغفل المغرب دوره الداعم للقضية الفلسطينية، حيث أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد أحمد التميمي الدعم “الدائم” و”المحوري” للمغرب بقيادة الملك محمد السادس، في وقت يشهد فيه التعاون بين الجانبين تطورًا ملموسًا، تجلى في زيارة وفد فلسطيني لوكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط.

على الصعيد الوطني، يبرز الأداء الاقتصادي القوي الذي تعكسه الأرقام الرسمية، حيث كشف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين، عن تقلص عجز الميزانية إلى 3.8% نهاية يونيو 2025، مع خفض نسبة المديونية إلى 67.7% من الناتج الداخلي الخام. وقد بلغ مشروع تعميم الحماية الاجتماعية مراحل متقدمة بتغطية صحية إجبارية وصلت إلى 88%، مستفيدة منها أكثر من 11 مليون مواطن، فيما يشمل الدعم الاجتماعي المباشر حوالي 3 ملايين أسرة. وأكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار كريم زيدان إطلاق إجراءات تحفيزية جديدة لتعزيز استثمارات مغاربة العالم، وزيادة مساهمتهم في الاقتصاد الوطني وخلق فرص الشغل.

كما سجلت المداخيل الضريبية ارتفاعًا بنسبة 16.6% حتى يونيو 2025، وفقًا للوزير المنتدب المكلف بالميزانية فوزي لقجع، الذي أشار إلى زيادة ملحوظة في إيرادات ضريبة الشركات وضريبة القيمة المضافة، مع بدء دراسة مراجعة معايير العتبة لتحديد أهلية المستفيدين من الدعم المباشر بنسبة قبول تجاوزت 98%.

وعلى صعيد المشاريع التنموية، أطلقت شركة “OCP GREEN WATER” خط أنابيب جديدًا يربط محطة تحلية المياه بالجرف الأصفر بمدينة خريبكة بطول يزيد على 200 كيلومتر، في خطوة استراتيجية لتحقيق السيادة المائية وتلبية حاجيات المدينة من مياه الشرب، في ظل تسجيل ذروة قياسية في الطلب على الكهرباء خلال موجة الحر الأخيرة، بزيادة 5% مقارنة مع العام الماضي.

وفي سياق الاقتصاد الوطني، أثرت عوامل مثل الجفاف وتكاليف الإنتاج المرتفعة على ارتفاع أسعار الفواكه الموسمية، فيما استعرضت وزيرة التضامن نعيمة بن يحيى السياسات الوطنية لحماية الطفولة ضمن البرنامج التنفيذي 2023-2026.

وعلى المستوى الدولي، بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية لرئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية إثر وفاة الرئيس السابق محمدو بوهاري، معبراً عن حزنه وتعازيه للشعب النيجيري.

وفي إطار الاستعدادات لمواجهة تحديات التغير المناخي، يتجه المغرب نحو تعبئة استثمارات ضخمة تصل إلى 78 مليار دولار بحلول 2050، مع التركيز على التمويل الأخضر، في محاولة لضمان الاستقرار المالي والنقدي.

في المقابل، تشير توقعات المندوبية السامية للتخطيط إلى تفاقم العجز التجاري في المغرب، المرتفع من 19.1% من الناتج الداخلي الخام في 2024 إلى 20.1% بحلول 2026، نتيجة للظروف الجيوسياسية وتباطؤ نمو الاتحاد الأوروبي، وتأثير الطلب الداخلي المتزايد.

ويشهد قطاع السياحة حراكًا متصاعدًا، حيث أدرجت الحكومة تحسينات جديدة على برنامج “Go Siyaha” الذي رافق حتى الآن أكثر من ألف مشروع، بهدف زيادة فرص الشغل في القطاع الحيوي.

من جهة أخرى، تواصل الخدمات الرقمية تقدمها، مع معالجة نصف مليون طلب تأشيرة إلكترونية خلال ثلاث سنوات، مما يعكس نموًا ملحوظًا في الحركة السياحية.

وفيما يتعلق بالاستعدادات الأمنية، شهد مركز تكوين المجندين بقصبة تادلة اختتام تدريب الفوج الـ39، مع توزيع شهادات التميز على المتفوقين، تجسيدًا لجهود الدولة في تعزيز الجاهزية الدفاعية.

وأخيرًا، تحذر الوكالة الوطنية للمياه والغابات من ارتفاع خطر حرائق الغابات خلال الفترة المقبلة، مع إصدار خرائط تنبؤية لتحديد المناطق الأكثر عرضة للمخاطر، في دعوة صريحة إلى اليقظة المجتمعية والجهوية.

هذه هي محطات اليوم في المشهد المغربي، الذي يجمع بين الدينامية الاقتصادية والسياسية والتحديات البيئية والاجتماعية، ليؤكد مرة أخرى على قدرة المملكة على مواجهة مختلف الصعوبات وتحقيق التنمية المستدامة في ظل قيادة ملكية حازمة ورؤية استراتيجية شاملة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button