#غزةHot eventsأخبارأخبار سريعة

تصعيد دموي في غزة والضفة الغربية.. حصيلة الشهداء ترتفع والمأساة الإنسانية تتفاقم

في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والدمار، يشهد قطاع غزة والضفة الغربية موجة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي، وسط تحذيرات محلية ودولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية وخروجها عن السيطرة. فقد تواصلت منذ فجر اليوم عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، بينما تواجه المستشفيات في القطاع ضغطًا غير مسبوق ونقصًا حادًا في المستلزمات الطبية الأساسية.

قصف مكثف وحصيلة متصاعدة

بحسب مصادر طبية فلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 76 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 298 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وتؤكد المصادر أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار الغارات التي تستهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية ومناطق متفرقة من المدينة.

وفي هجوم وُصف بـ”الأعنف منذ بداية التصعيد”، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة مركزة على شارع فهمي بيك وسط غزة، مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء على الأقل وإصابة أكثر من 15 مواطنًا، بينهم حالات حرجة. وقد أعلنت مستشفيات القطاع حالة استنفار قصوى نتيجة تزايد أعداد الجرحى، وسط نقص كبير في الأدوية وأجهزة الطوارئ.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

وزارة الصحة الفلسطينية حذرت من تدهور خطير في الوضع الإنساني داخل القطاع، مؤكدة أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب القصف المتواصل ودمار الطرق الرئيسية. وأشارت الوزارة إلى أن ساعات انقطاع التيار الكهربائي باتت طويلة، بينما تعاني آلاف العائلات من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب والوقود، مما يهدد بكارثة إنسانية وشيكة إذا استمر التصعيد.

تزامنًا مع ذلك، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم بشكل كامل، وهو ما أدى إلى شلل شبه تام في دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى القطاع، ما فاقم من معاناة السكان العالقين وسط دائرة الحصار.

الضفة الغربية على صفيح ساخن

لم تقتصر المواجهات على قطاع غزة، إذ شهدت مدينة جنين اقتحامات واسعة نفذتها قوات الاحتلال، استخدمت خلالها الرصاص الحي والقنابل الغازية، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين. وفي مدينة نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة في محيط مخيم بلاطة، تخللها إطلاق كثيف للرصاص المطاطي وقنابل الصوت، وأكدت مصادر محلية تسجيل إصابات طفيفة بين المواطنين.

مواقف فلسطينية ودولية متباينة

في خضم هذه التطورات، دعت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، محذرة من “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في قطاع غزة إذا استمرت العمليات العسكرية. من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة متابعتها للأوضاع عن كثب، مؤكدة أن مئات العائلات اضطرت للنزوح من منازلها إلى مناطق أقل خطورة، رغم أن “لا مكان آمنًا داخل القطاع”، وفق تعبير المتحدث باسم المنظمة.

أما الفصائل الفلسطينية، فقد حمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد، مؤكدة في بيان مشترك أن استهداف المدنيين “لن يمر دون رد”، وأن المقاومة الفلسطينية “تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين”.

مشهد معقد ومستقبل غامض

المشهد الميداني في غزة والضفة الغربية يبدو أكثر تعقيدًا مع استمرار القصف وتفاقم الأزمة الإنسانية، بينما تظل الجهود السياسية لوقف التصعيد محدودة ومرتبكة. وفي ظل إغلاق المعابر ونقص المساعدات وتزايد أعداد الشهداء، تتجه الأوضاع نحو مرحلة أكثر خطورة، ما يجعل تدخل المجتمع الدولي أمرًا ملحًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button