
قد يبدو للبعض أن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود ما يسمى “حكومة الكفاءات”، و”الحكومة الإجتماعية” يتعرض لهجمة شرسة من طرف منتقديه، سواء من أحزاب المعارضة، والإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى من طرف الأحزاب الأغلبية التي تشكل معه التحالف الحكومي والتحالف البرلماني بكونه سببا فيما يعيشه المغرب من مشاكل اجتماعية من غلاء، وتردي الخدمات في قطاعات حيوية، الصحة والتعليم والشغل.
والحال أن هذا الواقع وتحصيل حاصل، وليس بالهجمة، بقدر ما هو انتقاد بناء لعل وعسى يعمل الحزب وأغلبيته على تغيير، لا نقول السياسة، وإنما المنهجية في العمل، خصوصا وأنها رفعت شعارات كبيرة كمثال “الدولة الاجتماعية”، كيف ذلك ونحن نعيش غلاء فاحشا في المواد الاستهلاكية، ارتفاعا مخيفا على مستوى أسعار المحروقات، علما أن سعر البرميل دوليا يعرف انخفاضا كبيرا. ايضا نعيش ترديا على مستوى الخدمات الصحية، والتعليم حدث ولا حرج، اما عن سوق الشغل، فارتفاع نسبة البطالة تبقى أكبر مؤشر على أن وعود الحكومة في هذا القطاع لم ولن يتحقق بسبب السياسة المتبعة وبسبب الاحتكار وتضارب المصالح.
اليوم نقول أن حزب التجمع الوطني للأحرار فشل في تدبير وتسيير المرحلة، وهو ما يؤكده تسييره وتدبيره على مستوى مدينة وجدة الألفية التي عرفت انتكاسة خطيرة منذ تشكيل المجلس الذي يقوده الحزب بمعية أحزاب الأغلبية، إضافة إلى الانتكاسة التي تعرفها المدينة اقتصاديا وتنمويا.
وجدة تعطلت مصالحها مع هذا المجلس، ودخلت غرفة الإنعاش والسبب في ذلك، البلوكاج التي كانت تعرفه وتعيشه داخل المجلس الذي خيب آمال الساكنة الوجدية، التي لم تعد تميز بين الأغلبية والمعارضة، والأكثر من ذلك عندما تجد الحزب الذي يقود المجلس يعيشا انقساما وشرخا كبيرا كان سببا في التصويت بالرفض على مجموعة من النقاط لصالح المدينة.
والأدهى والأمر من هذا كله، أن قيادات الحزب الذي يقود التسيير، وقفت موقف “المتفرج” دون أن تتدخل ليس من أجل هذا الشخص او ذاك، وإنما من أجل المدينة التي كانت ولازالت ضحية الحسابات السياسية الضيقة.
قد يقول البعض أن مدينة وجدة اليوم تتحرك وتعرف مجموعة من الاوراش، لكن لا يمكن القول أن هذا بفضل المجلس، لا ثم لا، بل بفضل المجهودات التي بذلتها السلطات الولائية التي تدخلت في الوقت الحاسم وأعادت النقاط التي رفضها المجلس من أجل تنزيلها وتفعيلها على أرض الواقع.
ما يقع بوجدة، ما هو إلا صورة مصغرة وبشكل بسيط، على أن الحزب الذي يقود الأغلبية وأغلبيته، كان سببا في تعثر المدينة وفي الانتكاسة التي نعيشها على المستوى الوطني.
فلا بد من إعادة ترتيب الأوراق والأوليات، بعيدا عن التعنت والتغول والتسلط والتحكم، حتى يتم تحقيق تلك الأهداف التي تم تسيطرها.



