عن أي إصلاحات يتحدث أوجار، وكيف سيواصلها حزبه في حال عدم رجوعه الى الحكومة..

وانا أسمع مداخلة محمد أوجار المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للاحرار بجهة الشرق عضو المكتب التنفيذي، على هامش أشغال اللقاء التواصلي الذي تم تنظيمه بالناظور السبت الماضي، سجلت عدة مفارقات لابد من الوقوف عندها.
في هذا اللقاء التواصلي تحدث محمد أوجار عما يلي: “هاذ الإصلاحات إيلا وقفت فالطريق راه كارثة وطنية..” وأضاف قائلا، “احنا خاصنا نربحو الانتخابات ماشي باش نديو المقاعد أو نرجعو للحكومة، ولكن باش نواصلو هاذ الإصلاحات.”
أثارت انتباهي كلمة “الإصلاحات” التي تحدث عنها الوزير السابق المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الشرق، الذي هو، أكيد، على علم ودراية بما يقع لا أقول بالجهة، وإنما أقول مدينة وجدة التي يرأس مجلسها حزب المنسق الجهوي.
وهنا أوجه سؤالا الى محمد أوجار ونحن نعيش السنة الرابعة من عمر مجلس جماعة وجدة المنتخب الذي يرأسها إطار تجمعي، ترى ما هي الإصلاحات الكبرى التي قمتم بها سواء كحزب، أو أغلبية لمدينة وجدة، والجميع يعلم سنوات “لبلوكاج” التي مر بها هذا المجلس، كانت كافية أدخلت وجدة في التيه؟، وكما يقول المثل المصري “جابت للمدينة الكافية، وداتها في داهية..”؟
أكيد أن جواب المنسق سيكون سياسيا أكثر منه واقعيا، وبالتالي سيقدم لنا مفهوما لكلمات “الإصلاحات”، غير المفهوم اللغوي والإصطلاحي لكلمة إصلاح.
فالإصلاحُ لغةً: الإصلاحُ، مصدَرُ أصلَح، فيُقالُ: صلَح يصلُحُ ويَصلَحُ صلاحًا وصُلوحًا. والصَّلاحُ: ضدُّ الفسادِ، والإصلاحُ نقيضُ الإفسادِ، وهو يدُلُّ على إزالةِ الفسادِ. وأصلَح الدَّابَّةَ: أحسَن إليها فصلَحَت.
وأصلَح الشَّيءَ بَعدَ فسادِه يعني أقامه.
أما الإصلاحُ اصطِلاحًا، فيعني التَّغييرُ إلى استِقامةِ الحالِ.
وهو ايضا، إزالةُ الخَللِ والفسادِ الطارِئِ على الشَّيءِ.
انطلاقا من هذا التعريف، يتبين لنا أن حزب التجمع الوطني للاحرار على مستوى مدينة وجدة، لم يقم بأي إصلاح، بل يمكن القول انه زاد في الطين بلة، وساهم بشكل كبير فيما وقع لمدينة وجدة، والغريب في الأمر أنه لم يتدخل وبقي يرتقب من بعيد ما سيقع وكأن الأمر لا يعنيه، ونسي أنه الحزب الذي يرأس الجماعة، وعليه أن يسخر كل الوسائل والدعم من أجل أن تكون وجدة فعلا عاصمة لجهة الشرق، وبوابة المغرب العربي بامتياز، وليس العكس. وما يقال عن الجماعة، يقال عن البرلمان، أين هو البرلماني الذي يمثل صوت الساكنة من الإصلاحات التي تحدثم عنها؟
ما أثار استغرابي أيضا في كلام المنسق الجهوي، عندما قال: “يجب أن ننجح في الانتخابات، ليس من الحصول على المقاعد او العودة الى الحكومة، بل من أجل مواصلة الإصلاحات”، كيف ذلك فهذه معادلة لا تستقيم بتاتا.
والحال أن مواصلة الإصلاحات يستدعي او يتطلب أكيد العودة إلى مناصب القرار أو بالمعنى الأصح العودة الى التسيير والتدبير، لأنه في حال عدم العودة الى الحكومة، فسيكون الحزب داخل خانة المعارضة، وبالتالي لا يمكن القول استمرار الإصلاحات من موقع المعارضة التي تغلق عليها باب التشاور والتشارك حتى باب التداول في غالب الأحيان، بدعوى منطق الأغلبية..
اليوم، نحن بحاجة الى خطاب عقلاني ومنطقي وواقعي يستمد من الواقع المؤلم الذي نعيشه، ومن الحقيقة المرة التي أصبحت كابوسا نعيشه بسبب سياسة الكلام المعسول الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولايمكن له أن يكون أرضية خصبة ومختملة للحصول على مقعد برلماني او رئاسي في المجالس المنتخبة او وزاري.



