أخبارالحكومةالرئيسيةتقارير وملفات

القاهرة تؤكد موقفها من الصحراء: رسالة السيسي تعكس تقاربًا استراتيجيًا مع الرباط

في خطوة دبلوماسية تعكس تقاربا استراتيجيا متناميا بين القاهرة والرباط،جددت مصر على لسان وزير خارجيتها الجديد بدر عبد العاطي دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية وذلك خلال زيارة رسمية قام بها المسؤول المصري إلى الرباط مساء الأربعاء.

وخلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية المغربي،ناصر بوريطة شدد عبد العاطي على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء مؤكدا أن القاهرة “تقف إلى جانب المملكة في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها”.

هذا الموقف يعد إشارة قوية إلى انخراط مصري أكثر وضوحا في دعم الموقف المغربي في ملف طالما شكل محور خلافات إقليمية.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن الوزير عبد العاطي سلم رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جلالة الملك محمد السادس، تضمنت تأكيدا على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين وحرص القاهرة على تطويرها في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية.

قرب انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين
وفي إطار الدفع بالعلاقات الثنائية أشار الوزير المصري إلى أهمية التحضير لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بالقاهرة، إلى جانب استئناف اجتماع “آلية التنسيق والتشاور السياسي”بين وزارتي خارجية البلدين،معتبرا هذه الخطوات ركيزة أساسية لتعميق الحوار السياسي والتعاون الدبلوماسي بين الرباط والقاهرة.

اقتصاديا ،نوه عبد العاطي بالدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات المغربية المصرية،مشيرا إلى زيارة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المغربي إلى القاهرة في فبراير 2025 والنجاح الباهر الذي عرفه منتدى الأعمال المغربي-المصري المنعقد يوم 4 ماي،بمشاركة 148 شركة من القطاعين العام والخاص من كلا البلدين.هذه المؤشرات تعكس توجها متصاعدا نحو تعزيز التكامل الاقتصادي وتوسيع فرص الاستثمار المشترك.

وفي الشق الإقليمي،تناول اللقاء بين الوزيرين عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،حيث أشاد الوزير المصري بالدور المحوري الذي تضطلع به المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للقدس الشريف.

تحليل وتقدير موقف

تشير هذه الزيارة إلى تحول نوعي في السياسة المصرية إزاء قضية الصحراء المغربية،وقد تقرأ في سياق التفاعلات الإقليمية الراهنة،سواء تلك المرتبطة بتنامي الشراكة المغربية الخليجية أو بتقارب القاهرة والرباط في ملفات أخرى مثل ليبيا وفلسطين.

كما أن تبادل الرسائل بين قائدي البلدين يعكس إرادة سياسية واضحة لتجاوز منطق العلاقات التقليدية نحو شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تستحضر التحديات المشتركة والمصالح المتقاطعة في منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button