
في مشهد إعلامي مغربي يعرف تنوعاً في الوجوه وتفاوتاً في الأداء، برز اسم سناء رحيمي كأحد الأصوات النسائية التي استطاعت أن تجمع بين الرصانة المهنية والروح الإنسانية في تناول الأخبار. فهي ليست مجرد مقدمة نشرات في القناة الثانية “دوزيم”، بل أصبحت رمزاً للثقة والاحترافية لدى شريحة واسعة من المشاهدين.
من خلف الكواليس إلى صدارة الشاشة، حيث بدأت سناء رحيمي مسارها المهني في قسم الأخبار، حيث اشتغلت في البداية على إعداد التقارير والتعليق الصوتي قبل أن تتدرج إلى كرسي التقديم الرئيسي. هذا التطور لم يكن صدفة، بل ثمرة سنوات من الاجتهاد والدراسة، إذ تابعت تكوينها الأكاديمي في الإعلام السمعي البصري بعد تجربة قصيرة في دراسة القانون. رحيمي عُرفت بأسلوبها الهادئ والمتزن، وبقدرتها على تقديم الأخبار بحسّ تواصلي يجعل المشاهد يشعر بالقرب من المعلومة دون فقدان جديتها أو عمقها.

شكل ظهور سناء رحيمي في أحد مشاهد الفيلم العالمي “Fast & Furious X” مفاجأة جميلة لجمهورها، حيث جسدت دور مقدمة أخبار عربية في مشهد تم تصويره داخل استوديوهات القناة الثانية. هذا الحضور القصير لكنه رمزي جعل منها أول إعلامية مغربية تشارك بصورتها في إنتاج سينمائي من هذا الحجم، ما منحها إشعاعاً دولياً جديداً.
لم يقتصر حضورها على النشرات، بل تم تكريمها خلال المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة كواحدة من أبرز الوجوه الإعلامية النسائية التي بصمت المشهد التلفزيوني بحضورها المتميز وأدائها الرصين.
مثل أي شخصية عامة، لم تسلم رحيمي من الانتقادات، خصوصاً بعد خطأ عابر في إحدى النشرات يتعلق بخلط بين مناسبتين وطنيتين. لكنها واجهت الأمر بشجاعة مهنية، واعتذرت مؤكدة أن “الخطأ البشري لا يلغي الجهد اليومي”، وهو ما أكسبها احترام الجمهور أكثر مما أنقص منه.
ما يميز سناء رحيمي أنها تتعامل مع المهنة كرسالة اجتماعية أكثر منها وظيفة يومية. فهي تعبر أحياناً، عبر حساباتها، عن مواقف داعمة لقضايا الشباب والمرأة وحرية التعبير، ما جعل منها نموذجاً لإعلامية ملتزمة بضميرها المهني والإنساني في آنٍ واحد.
في زمن تسارع الأخبار وتبدل الوجوه، تظل سناء رحيمي مثالاً للإعلامية المغربية التي تجمع بين الثقة والاتزان والابتسامة الصادقة. هي واحدة من أولئك الذين يمنحون للخبر معنى، وللشاشة دفئاً إنسانياً نادراً.



