Hot eventsأخبارإفريقيا

مجلة (The Geopolitics).. تونس”ولاية فعلية” وورقة ضغط جزائرية

حذّرت مجلة “ذا جيوبوليتيكس” (The Geopolitics) المتخصصة في العلاقات الدولية من أن النزاع بين الجزائر والمغرب دخل مرحلة حساسة، مؤكدةً أن أي “تهدئة مؤقتة” ترعاها إدارة ترامب بين البلدين ستظل هشة وسريعة الانهيار. وشددت المجلة على أن الحل الدائم مشروط بـ “نزع أدوات التعطيل الإقليمي المرتبطة بالمنظومة الحاكمة في الجزائر”، وفي مقدمتها الوضع الراهن لتونس.

ويرتكز تحليل المجلة على أن النظام الجزائري يعتمد على “قومية معادية للمغرب” كركيزة لشرعيته الداخلية، مما يجعله قابلاً للارتداد عن أي انفراج حتى لو غازل واشنطن بصفقات الطاقة أو التعاون مع “أفريكوم”.

تونس: “ولاية فعلية” وورقة ضغط جزائرية

اعتبرت المجلة الناطقة بالإنجليزية أن الجزائر “تحكم قبضتها” على تونس وتتعامل معها كـ “ولاية فعلية” تُوظَّف كورقة ضغط لإضعاف الرباط، ومنع ترسيخ أي سلام مغاربي مستدام.

وحذّر التقرير من أن التحول السلطوي للرئيس قيس سعيّد قد “حرف البوصلة التقليدية للدبلوماسية التونسية”، ودفع البلاد للتقارب مع الجزائر على حساب حيادها التاريخي في قضية الصحراء، مما “يقوّض الاستقلالية الإستراتيجية لتونس ويضعف هندسة السلام عبر الازدهار” في المنطقة.

وأكدت “ذا جيوبوليتيكس” أن كسر هذا النفوذ الجزائري في تونس ليس تفصيلاً ثانوياً، بل هو “شرط بنيوي لإطلاق هندسة إقليمية جديدة” تحول السلام بين الجارين من هدنة قابلة للانفجار إلى مسار ازدهار محوره تونس “الحرة والمنفتحة والمستقلة”.

التركيز الأمريكي وبناء “قوس التعاون”

أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة، بعد نجاحها الدبلوماسي في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بدأت تولي “اهتماماً استثنائياً” لإنهاء الخلافات بين الجزائر والمغرب.

وفي هذا السياق، ترى المجلة أن إدخال تونس في المعادلة هو “ضرورة إستراتيجية”؛ فمحور “تونس–الرباط” إذا تأسس على الانفتاح والإصلاح، يمكن أن يشكل العمود الفقري لشراكة مغاربية متجددة تعمل مع الولايات المتحدة ودول “اتفاقات أبراهام” لخلق “قوس جديد للتعاون” يربط الأمن بالتكنولوجيا والاستثمار.

ونقل التقرير عن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قوله إن واشنطن تهدف إلى “استعادة العلاقات بين الجزائر والمغرب خلال نحو شهرين”، مؤكداً أن “إنجاز صفقات السلام بات مُعدياً”، لكنه ربط هذا الشرط بتجريد الجزائر من أي “وكلاء” إقليميين لإفساد السلام، وفي مقدمتهم تونس.

تونس كـ “فرصة اقتصادية قصيرة المدى”

يؤكد التقرير أن “السلم يصبح مُعدياً عندما يرتبط بالازدهار”، مشيراً إلى أن تونس “تمثل أكبر فرصة اقتصادية قصيرة المدى في شمال أفريقيا”، لكونها منصة ذات مصداقية للاستثمارات الأميركية في قطاعات حيوية كالصحة والسياحة والطاقات المتجددة. وتوقع التقرير أن تطوير تونس لنموذج مشابه لسنغافورة في القطاع الصحي قد يمكّنها من اقتناص طلب عابر للحدود بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار سنوياً.

دعوة لواشنطن لـ “عزل تونس” عن الضغط الجزائري

في الختام، دعت “ذا جيوبوليتيكس” الولايات المتحدة إلى “عزل تونس” عن الضغط الجزائري وإنهاء تبعيتها الجيوسياسية، عبر تأمين حدودها بتقنيات مراقبة ذكية وتدريب استخباراتي، لخلق “بيئة تشغيل قابلة للتنبؤ وآمنة” للمشاريع الأميركية.

وخلصت المجلة إلى أن سلاماً محصوراً بين الجزائر والمغرب، في ظل شرعية جزائرية مناهضة للمغرب، سيظل مجرد “هدنة قابلة للانفجار”. أما مع تونس إصلاحية منفتحة ومسنودة استراتيجياً، فيمكن للشمال الأفريقي أن يفتح فصله المقبل الذي يبدأ بالسلام ويستمر بالازدهار، وينطلق من تونس أولاً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button