فاس/ حنان الطيبي أسدل الستار، اليوم، على فعاليات التظاهرة الثقافية “سينما ومسرح القرية”، التي احتضنتها منطقة السخينات المركز بجماعة سيدي حرازم بمدينة فاس، طيلة شهر نونبر 2025، بتنظيم من جمعية الجزيرة الخضراء وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.
وقد جاءت هذه المبادرة الثقافية في سياق الاحتفال بعيد الوحدة، والذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، تحت شعار “صفحات من المجد”.
وعلى امتداد أيام هذه التظاهرة، تحولت السخينات إلى فضاء نابض بالحياة الثقافية، حيث وجد سكان الجماعة القروية أنفسهم على موعد مع عروض سينمائية ومسرحية تنقل إليهم لأول مرة بهذا الزخم، في محاولة لتقريب الفنون السمعية البصرية من العالم القروي وإغناء المشهد الثقافي المحلي.
وقد استفاد من هذه الأنشطة جمهور واسع من ساكنة سيدي حرازم، إلى جانب تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية الوحدة، ونزيلات دار الطالبة، ومرتادات النادي النسوي بالسخينات، الذين شكل حضورهم دعامة أساسية لنجاح الفعاليات، كما وشهد البرنامج ورشات تربوية وفنية، وعروضا تفاعلية، ونقاشات مع مؤطرين ومهتمين بالفن السابع وأبي الفنون، مما أتاح للمشاركين فرصة لاكتشاف عالم الإبداع وفهم أدواره التربوية والاجتماعية.
ولم يكن الحدث مجرد عروض فنية، بل مناسبة لتكريس حضور الثقافة في القرى والهوامش، وإبراز أهمية العمل الجمعوي في مواجهة الخصاص الثقافي الذي تعانيه هذه المناطق، كما عكس التظاهرة نجاح تعاون بناء بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية، في سبيل تمكين الأجيال الصاعدة من فضاءات للتعبير واكتشاف مواهب جديدة.
وبإسدال الستار على هذه الدورة، رسخت “سينما ومسرح القرية” مكانتها كتجربة رائدة في تنشيط الحياة الثقافية بالعالم القروي، مؤكدة أن للثقافة دورا أساسيا في التنمية، وأن إشعاعها لا يجب أن يظل حكرا على المدن الكبرى، بل حقا مشتركا يصل إلى كل المواطنين أينما وجدوا.
