تخليداً للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة، وفي سياق وطني يستحضر رمزية هذه الملحمة في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز إلتحام العرش بالشعب، ينظم المنتدى الوطني للتراث الحساني، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة الرباط–سلا–القنيطرة، وبدعم من وزارة الصناعة التقليدية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس مقاطعة أكدال–الرياض، وبتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمؤسسة الوطنية للمتاحف والمعهد العالي للإعلام والاتصال ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، الدورة الرابعة من مهرجان خيمة الثقافة الحسانية، تحت شعار: ” خمسون عاما من المسيرة… والثقافة الحسانية في صدارة الثوابت الوطنية “، وذلك أيام 3 – 4 – 5 و 6 دجنبر 2025 في المكتبة الوطنية بالرباط.
وتترسخ هذه الدورة كموعد ثقافي وطني يواصل تطوير تجربته والارتقاء بمساحاته الفكرية والفنية، في انسجام تام مع المكانة التي تحظى بها الثقافة الحسانية داخل المشروع المغربي الحديث، باعتبارها مكوّناً أصيلاً من مكونات الهوية المغربية، ورافداً يختزن قيماً تاريخية وروحية وحضارية تؤطر حضور المغرب في امتداده الصحراوي والإفريقي.
ويقدم برنامج هذه النسخة تصوّراً ثقافياً متوازناً يجمع بين البحث الأكاديمي والتعبير الفني، من خلال ندوات متخصصة وأعمال سينمائية تسلط الضوء على الأبعاد الثقافية والقيمية للتراث الحساني، وفضاءات للخيام الموضوعاتية التي تستعرض عناصره الرمزية والإبداعية، إضافة إلى عروض فنية وفلكلورية ومعارض تراثية تحتفي بالذاكرة الحسانية وتُبرز تنوعها وعمقها.
وتستقبل الدورة الرابعة جمهورية السينغال ضيف شرف ، في احتفاء يجدد التأكيد على متانة الروابط التاريخية والروحية التي تجمع البلدين، ويعكس التوجه الثابت للمملكة في ترسيخ علاقاتها الثقافية مع إفريقيا جنوب الصحراء في إطار رؤية استراتيجية تعزز التعاون الثقافي جنوب–جنوب.
وبتنظيم هذه الدورة، يعزز مهرجان خيمة الثقافة الحسانية مكانته كفضاء مؤسساتي رائد للاحتفاء بالتراث اللامادي للأقاليم الجنوبية، ومجال لإبراز دوره في صون الذاكرة الجماعية، وترسيخ قيم الانتماء، وإشاعة الإشعاع الثقافي للمغرب على المستويين القاري والدولي.
