أخبارالرئيسيةثقافة و فن

“موازين”مهرجان الفوضى..اختلالات تنظيمية ودعوى قضائية تهدد سمعة مهرجان رباط الأنوار

أسدل مهرجان “موازين إيقاعات العالم” الستار على دورته العشرين لكن على غير عادته، لم تكن النهاية منصة للاحتفاء أو الإشادة،بل فضاء للفوضى والاستياء الجماهيري واتهامات تنظيمية وقضائية قد تهدد مستقبل أكبر حدث فني بالمغرب.

الدورة التي نظمتها جمعية “مغرب الثقافات” في الرباط، قوبلت بسيل من الانتقادات سواء من الجمهور أو الصحافة ووصفتها فئة واسعة من المتابعين بأسوأ نسخة منذ تأسيس المهرجان سنة 2001، نظرا لما شابها من إخفاقات لوجستيكية وتدبيرية شوهت صورة التظاهرة.

كاظم الساهر وشيرين.. حين يغني الفن وسط الفوضى

أولى مؤشرات الفوضى تجلت في العرض الفني الذي أحياه الفنان العراقي كاظم الساهر في مسرح محمد الخامس،حيث عانى الجمهور والحضور من غياب التكييف والتهوية في قاعة مغلقة،ما خلق حالة من التذمر وانعكس سلبا حتى على أداء الفنان نفسه.

لكن المشهد الأكثر تعقيدا كان في ختام المهرجان، خلال الحفل الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب على منصة النهضة،إذ شهدت الرباط اختناقا مروريا غير مسبوق بسبب الحشود الغفيرة واضطرابا كبيرا في عملية ولوج الجماهير، لدرجة أن العديد من حاملي التذاكر الرسمية لم يتمكنوا من الدخول لأسباب لم توضحها الجهات المنظمة.

وقد وثقت كاميرات الهواتف مشاحنات بين الجمهور والأمن الخاص،في مشاهد وصفت بأنها “لا تليق” بصورة مهرجان بحجم “موازين”.

دعوى قضائية “هولوغرام عبد الحليم” يفجر أزمة

ولم تتوقف المشاكل عند حدود التنظيم،بل دخلت ساحة المهرجان أروقة القضاء الدولي،بعد أن أعلنت شركة “XtendVision”،المتخصصة في تقنيات الهولوغرام عن تقدمها بدعوى قضائية ضد جمعية “مغرب الثقافات”،تتهمها فيها بـ”الاستغلال غير القانوني لصورة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ” دون الحصول على موافقة أصحاب الحقوق.

وأكدت الشركة في بيان رسمي أنها تملك الحقوق الحصرية للعروض الهولوغرامية الخاصة بعبد الحليم بموجب تفويض قانوني من الورثة، مشيرة إلى أن المشروع الذي كان يفترض أن يعرض ضمن فعاليات المهرجان بعنوان “حليم: تجربة الحفل الهولوغرامي التفاعلي”،كان الأضخم من نوعه عالميا لدمجه بين الهولوغرام التفاعلي المباشر وأوركسترا حية ومؤتمر صحفي ثلاثي الأبعاد.

لكن الشركة قررت الانسحاب من المشروع،بعد ما وصفته بـ”إخلال بالتزامات تنظيمية”،كفرض قاعة غير مناسبة ومنح الفريق التقني يوما واحدا فقط للتحضير ، وهو ما اعتبرته تهديدا لسلامة العرض.

ورغم الانسحاب، تفاجأت الشركة – بحسب روايتها – بإدراج عرض بديل للفنان الراحل باستخدام تقنية من إنتاج شركة إماراتية سبق سحب الترخيص منها بسبب “تشويه صورة الفنان”،مما دفع “XtendVision” إلى إرسال مذكرات قانونية عاجلة وتقديم شكايات قضائية في المغرب – مصر -الإمارات والمطالبة بتعويضات قد تصل إلى مليون دولار.

صمت رسمي.. وضرر معنوي يتجاوز المهرجان

ورغم فداحة الاتهامات،ما تزال إدارة مهرجان “موازين” تلتزم الصمت، دون أي توضيح أو نفي رسمي لما ورد في بلاغ الشركة.

ويرى متابعون أن ما حدث لا يضرب فقط سمعة المهرجان بل يمس صورة المغرب كبلد يراهن على القوة الناعمة والثقافة في تعزيز حضوره الدولي،لا سيما في مرحلة دقيقة تسبق تنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button