مهرجان “مغرب الحكايات” يشع بخيوط الحكي من رباط الانوار إلى خمس قارات

شهدت مدينة الرباط، طيلة يوم الخميس، ندوة دولية متميزة حول فن الحكاية بمعهد الدراسات الإفريقية في مدينة العرفان، بحضور نخبة من الباحثين والدكاترة من عدة دول عربية وإفريقية، يتقدمهم ثلة من الأسماء البارزة في المجال، وتترأسهم الأستاذة والوزيرة الأسبق نجيمة طاي طاي.
شكلت الندوة محطة معرفية فريدة، سلطت الضوء على دور الحكاية في بناء المجتمعات وصون الذاكرة الجماعية، كما ناقشت أبعادها الثقافية والتربوية في ظل التحديات المعاصرة.
وفي سياق متصل، عاش عشاق الحكاية مساء الأربعاء أجواء فنية ساحرة خلال حفل الافتتاح الرسمي للدورة الثانية والعشرين من مهرجان “مغرب الحكايات”، الذي احتضنته حديقة التجارب النباتية وسط العاصمة، وحضره جمع من الفنانين والحكواتيين من ، القارات الخمس ، وايضا الفنان الكبير كمال الكاظيمي كان له حضور مميز، وايضا شهد حفل الافتتاح حضور الفنانة نبيلة معان التي أتحفت الجمهور بباقة من اغانيها الرائعة ، في ليلة احتفالية مفعمة بالصخب الفني والاحتفاء بالحكاية.

تميز الحفل كذلك بتكريم عدد من الحكواتيين المغاربة والدوليين الذين أثروا الساحة الثقافية بفنهم، إلى جانب تكريم خاص لدولة بنما، ضيفة شرف هذه الدورة، اعترافًا بدورها في إثراء الحوار الثقافي جنوب-جنوب، ومساهمتها الفاعلة في إغناء فعاليات المهرجان.وتتواصل فعاليات المهرجان الدولي “مغرب الحكايات”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أجواء استثنائية جمعت بين سحر الكلمة ونبض الموسيقى وروح التراث اللامادي، تحت شعار يحمل بُعدًا إنسانيًا وبيئيًا عميقًا: “حكايتك ماء، ارويها ترويك”.

وقد افتتحت الدورة مساء الأحد 6 يوليوز 2025 من فضاء “باب الأحد” التاريخي، وسط حضور لافت لمهتمي الحكاية الشعبية وممثلي الثقافة الشفهية من مختلف القارات.
وتحولت العاصمة إلى منصة ثقافية عالمية بفضل تنوع العروض وتعدد المشاركين، تحت إشراف الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي التي ترأسها الأستاذة نجيمة طاي طاي.في هذا السياق، اختار المهرجان “الماء” كموضوع محوري للدورة الحالية، بهدف إبراز رمزيته في الذاكرة الجمعية للإنسانية، واستحضار القصص والأساطير المرتبطة به من ضفاف الأمازون ونهر الغانج ووُديان الأطلس وقناة بنما، في رهان ثقافي يزاوج بين التراث والتحسيس البيئي.
وتعد دورة هذه السنة استثنائية على مستوى الانفتاح الدولي، حيث شاركت وفود من فلسطين وتونس وعدة دول إفريقية، بالإضافة إلى حضور بارز لدولة بنما. كما تألق “المسيح المراكشي”، أحد أعمدة فن الحكي المغربي، في عروضه التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور.
وفي اليوم الثالث، انتقلت الحكاية إلى ضفاف أبي رقراق، حيث رافق المشاركون جولة احتفالية عبر القوارب التقليدية وصولًا إلى كورنيش الرباط، حيث استُأنفت العروض وسط أجواء موسيقية إفريقية وعربية تجاوب معها الحضور.ويواصل “مغرب الحكايات” رسم ملامح مهرجان يتجاوز حدود الترفيه، ليُرسخ الحكاية كوسيلة للحفاظ على الذاكرة الجماعية، وبوابة لتربية بيئية حديثة، في أفق العيش المشترك والوعي الإنساني.
وستستمر الفعاليات حتى 13 يوليوز، واعدة بمزيد من الليالي المشعة بالتنوع والإبداع.



