كيف سيعتذر حزب التجمع الوطني للأحرار لساكنة مدينة الألفية..؟

بقلم/ ربيع كنفودي
يبدو أن مدينة وجدة لم تعد ضمن مخططات التنمية لدى أحزاب الأغلبية الحكومية، ولا حتى البرلمانية، وفي مقدمتهم حزب التجمع الوطني للاحرار الذي يرأس الحكومة، ويرأس جماعة وجدة، ويسيطر على أهم الحقائب الوزارية في الحكومة.
مدينة وجدة التي كان يعتبرها الحزب القائد للأغلبيتين، أنها قلعة من قلاعه الإنتخابية، وأنه يوليها اهتماما كبيرا، وأنه سيجعلها ضمن أولوياته في برنامجه. ها هي اليوم مدينة الألفية، لم تعد سوى محطة استراحة لوزراء هذا الحزب، محطة استراحة، إما لتناول وجبة الفطور، أو لتناول وجبة عشاء، لا نقول بحضور، ولكن في غياب، إن لم نقل إقصاء كلي للأحرار الذين ناضلوا داخل الحزب في تنظيماته.
ونحن على مشارف السنة السادسة من عمر مجلس جماعة وجدة، الذي يترأسه رئيس ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والجميع يعي جيدا ما وقع طيلة سنوات من بلوكاج وعرقلة، أدت الى توقف تنمية المدينة، والأسباب الحقيقية وراء هذا لبلوكاج ومن كان سببا في ذلك سواء من داخل المدينة أو خارجها. كان لزاما على حزب التجمع الوطني للأحرار أن ينزل بكل وزرائه وحتى رئيس الحزب، ويعقدون لقاء لا أقول تواصليا فقط، بل تصالحيا مع الساكنة الوجدية التي راحت ضحية حسابات ضيقة لأطراف من داخل الحزب. يعتذرون ويجددون العهد ونحن كما سبقت الإشارة على مشارف السنة السادسة من عمر هذا المجلس الذي تم وصفه بمعرقل التنمية وليس العكس..
الأمر لا يقتصر فقط على المجلس، بل أيضا على البرلمان، وهنا نعيد طرح السؤال الذي تطرحه ساكنة مدينة وجدة، من يمثل الحزب في البرلمان، أو بالمعنى الأصح، أين اختفى النائب البرلماني الذي صوتت عليه ساكنة مدينة وجدة، ليوصل همومها ومشاكلها وانشغالاتها الى البرلمان، أي إلى الحكومة مباشرة..؟ أين هو البرلماني من نسبة البطالة المخيفة؟ أين هو البرلماني من واقع الصحة المؤلم المرير..؟أين هو النائب البرلماني من الركود التجاري الذي تعانيه المدينة..؟ أين هو البرلماني وأزمة الغلاء التي تعيشها الساكنة..؟ أين وأين وأين..؟
سؤال جوهري يعاد طرحه من جديد، كيف سيواجه منتخبو الحزب الساكنة الوجدية، وما هي الوعود التي سيتم تقديمها، إن كانت الوعود السابقة تبخرت بمجرد الحصول على مقعد البرلمان أو مقعد الرئاسة..؟ هل هم قادرون على المواجهة بالحجر كما قال أحدهم في تصريحاته، أم سيعلقون هذا الفشل الذريع على جهات أخرى، وهي الحكومات السابقة، التي كان فيها الحزب مشاركا فيها ويتولى أهم الحقائب الوزارية؟



