البرتغال تفصل شبكتها الكهربائية عن إسبانيا وتنضم للربط الكهربائي المغربي

- محمد سراج الضو- قيدم الصحافيين المغاربة
قررت البرتغال فصل شبكتها الكهربائية عن إسبانيا وتنضم للربط الكهربائي المغربي، بعد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الأيبيرية، في أبريل 2025.
فبعد أن كانت تستورد حوالي 33% من احتياجاتها من الكهرباء من إسبانيا، وفتح رابط مباشر مع المغرب، بقيمة 400 مليون يورو لتعزيز شبكتها في مجال الطاقة وأمن شبكتها الكهربائية، التي كانت تعتمد بشكل شبه كامل على الشبكة الإسبانية، وذلك لتجنب الوقوع في فخ العزلة مجددًا في حالة مشابهة لانقطاع التيار الكهربائي في 28 أبريل 2025.
وكان الانقطاع الكهربائي، ترك ما يقرب من 60 مليون شخص في شبه الجزيرة الأيبيرية بدون كهرباء، الذي لعبت المملكة المغربية دوراً رئيسياً في استعادة تشغيله، بعد أن خصص المغرب 38% من طاقته الإنتاجية لدعم إسبانيا خلال الأزمة، ما عزز صورته كشريك موثوق في مجال الطاقة، من خلال ضخ 900 ميغاواط من الكهرباء إلى إسبانيا من خلال الربط تحت الماء بين طريفة وفرديوة، والذي يعمل منذ 1997، وتم توسيعه في 2006.
وقد أثبت هذا النقل، إلى جانب المساهمة الفرنسية، أهميته في استعادة 100%، من الطلب الإسباني في أقل من 24 ساعة.
وقررت شركة REN البرتغالية، المُشغّلة للكهرباء، بعد أزمة الكهرباء في 30 أبريل الماضي ، فصل شبكة الكهرباء البرتغالية عن النظام الإسباني “كإجراء احترازي”، مما أدى إلى توقف الربط التجاري للطاقة الكهربائية بين البلدين، وأوضح جواو فاريا كونسيساو João Faria Conceição، مدير شركة REN البرتغالية، أن الشركة : “تدير نظام الكهرباء بشكل منفصل عن إسبانيا”.
كما جاء قرار البرتغال بالانفصال عن الشبكة الكهربائية الإسبانية بعد أن حذر المجلس العالمي لطاقة الرياح (GWEC) Global Wind Energy Council، من أن الافتقار إلى الإصلاحات يعرض التكامل الآمن للطاقة المتجددة للخطر، والتي تمثل بالفعل أكثر من 57٪ من توليد الكهرباء السنوي في إسبانيا.
كما أن البرتغال تهدف إلى تنويع اتصالاتها الدولية، وموازنة نظامها بروابط بديلة، وعدم الاعتماد كليًا على مدريد، لتقلل من تعرضها لأعطال الشبكة الإسبانية، هذا بجانب رفض الكونغرس الإسباني، المرسوم الملكي بقانون 7/2025، الذي قُدّم كاستجابة فورية لأزمة الكهرباء، ما أدى إلى شلّ العديد من التدابير الرئيسية لتحديث الشبكة، مثل حوافز التخزين، وآليات التحكم في الجهد، وإعادة تشغيل مزارع الرياح، وهو ما يتعارض مع خطط البرتغال في طاقة كهربائية آمنة.
وفي هذا السياق قررت البرتغال فتح رابط مباشر للكهرباء مع المغرب، بقيمة 400 مليون يورو لتعزيز أمن شبكتها الكهربائية مع شريك موثوق في مجال الطاقة،وأقرت وزيرة الطاقة البرتغالية، ماريا دا غراسا كارفالو Maria da Graça Carvalho، أن انضمام البرتغال إلى مشروع الربط الكهربائي الجديد مع المغرب، يتم تقييمه، بعد اتصالات “مبدئية للغاية” مع الجانب المغربي، وأن اجتماعًا أوليًا بين ممثلي البلدين سيُعقد قريبًا، وعلاوة على ذلك، تخطط البرتغال لزيادة سعة تخزين الطاقة في البطاريات 60 ضعفًا، من 13 إلى 750 ميجاواط، بهدف تعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات المستقبلية.
شبكة الربط الكهربائي المغربية، تعمل فيها الرباط أيضًا مع شركاء أوروبيين آخرين، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، كما تُطوّر مشاريع ضخمة مثل مجمع نور للطاقة الشمسية أو مشروع الربط الكهربائي العابر للقارات المُخطط له لعام 2030.



