دور ومساهمة وسائل الإعلام الأذربيجانية خلال حرب قراباغ: أذرتاج نموذجا

نظمت سفارة جمهورية أذربيجان في المملكة المغربية بالتعاون مع المكتبة الوطنية المغربية وجمعية الصداقة المغربية الأذربيجانية مائدة مستديرة، لإحياء ذكرى شهداء الوطن الأذربيجاني. بمناسبة الذكرى الخامسة ليوم الذكرى 27 من سبتمبر ,
أكثر من 50 مشاركًا ضمنهم ممثلون عن الحكومة المغربية والجهات التنفيذية ومسؤولون من منظمة العالم الإسلامي للعلوم والتربية والثقافة إيسيسكو وأعضاء من السلك الدبلوماسي وممثلون عن وسائل الإعلام ومنظمات غير حكومية وممثلون عن الجالية الأذربيجانية في الخارج.

ومثَّل وكالة أنباء أذربيجان الحكومية أذرتاج في هذا الاجتماع مراسلها الدائم بالمملكة المغربية شعيب بغادى الذي قدم عرضا بعنوان ” دور و مساهمة وسائل الإعلام الأذربيجانية خلال حرب قراباغ: أذرتاج نموذجا”.
وهدا نص عرض مراسلها الخاص بالمغرب قدمته وكالة أذرتاج:
” منطقة قراباغ جزء لا يتجزأ من دولة جمهورية أذربيجان بناء على ميثاق الأمم المتحدة وبناء عن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وليس كما ادعى البعض في كونها منطقة متنازع عليها وحرب قراباغ التي خاضتها أذربيجان سنة 2020 كانت على أساس تحرير أراضي محتلة وكانت حربا مشروعة وفق قواعد وأعراف القانون الدولي.
ومن هذا المنطلق ومن هذه الحقيقية نسج الإعلام الأذربيجاني خيوط تحريره في تغطية مختلف الأحداث المرتبطة بحرب قراباغ وهي مرحلة شهدت صراعات تعددت فيها الوسائل الحربية من سياسية وعسكرية وإعلامية فكانت الأخبار الكاذبة والمضللة تحاول إيجاد مكانة لها في منظومة حرب خرج فيها صاحب الحق منتصرا لتعود الأراضي المحتلة من قبل أرمينيا إلى حضن سيادة أذربيجان.
وكان للإعلام الأذربيجاني دورا أساسيا ساهم من جانبه في مواجهة كل الأخبار الزائفة وكل الادعاءات التي لم يكن لها أساس من الصحة.
واعتمد الإعلام الأذربيجاني بشتى أصنافه وبشكل موحد على ميثاق أخلاقيات ميثاق الصحافة كمبدأ أساسي في الإخبار وفي إبراز ما تشهده الأحداث مرتكزا على مبدأ نشر الحقيقة وفضح كل ما يسيء للمصداقية السياسية أو العسكرية أو الإعلامية أو غيرها من التلاعبات الهادفة إلى تغيير وإقبار الحقيقة.
وهكذا نجحت الوكالة الحكومية الرسمية الأذربيجانية أذرتاج من خلال خطها التحريري القائم على المصداقية في تكريس وتأكيد أن الحرب لم تكن حربا حول أراضي متنازع عليها ولا من أجل احتلال أراضي دولة أخرى وإنما كانت بمثابة حرب مشروعة وفق قواعد وأعراف القانون الدولي لتحرير أراضي قراباغ المحتلة، حيث طالبت قرارات الأمم المتحدة الأربع بانسحاب جميع القوات الأرمينية من أراضي أذربيجان المحتلة فوراً وبشكل كلي وبدون قيد أو شرط وإتاحة الفرصة لعودة المهجرين إلي ديارهم وأراضهم.
وعملت وكالة أذرتاج على إبراز مختلف زوايا الأحداث وهي تبرز وترتكز على شهادة جميع الدول والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي أقرت عدم أحقية أرمينيا الاعتداء على أراضي أذربيجان واحتلال أراضيها.
ولم تقتصر وكالة أذرتاج على تحرير الأخبار وإجراء لقاءات و حوارات مع شخصيات وازنة ومختصة في مجال السياسات الدولية من خبراء محللين وسياسيين وحقوقيين ولكن أكدت أيضا حضورها عبر إرسالها فِرقا صحفية من محررين ومصورين وتقنيين إلى مختلف مواقع الحرب القائمة في منطقة قراباغ المحتلة منذ ما يقارب 30 سنة وكذلك استجابة صحافييها ليحلوا ضيوفا على أكبر وأشهر القنوات التلفزيونية والإذاعية الدولية، حيث أكدوا بما لا يدعو إلى الشك في أحقية جمهورية أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة من قبل دولة أرمينيا.
وهنا أستحضر مشاركة واحد من الزملاء والإعلاميين البارزين من هيئة تحرير وكالة الأنباء أذرتاج الكاتب والصحفي شيخ علي علييف كضيف للعديد من المؤسسات الإعلامية من قنوات تلفزيونية ومواقع إليكترونية لجرائد شهيرة ومعروفة بمصداقيتها وقيمتها الإعلامية والذي أكد بالمنطق والحجة في واحدة من تصريحاته والتي تعلقت بموضوع دور مجموعة مينسك أن أذربيجان أجرت في فترة الـ 30 عاما مفاوضات مع أرمينيا تحت رعاية مجموعة مينسك ولكن للأسف لم تخلف هذه المفاوضات أيه نتائج إيجابية ولم يكن لها جدوى بسبب محاولات أرمينيا وقيادتها نسف كل محاولة لمفاوضات جادة، هذاو قد تمت هناك أيضا هجمات على بعض المناطق الأذربيجانية الأخرى البعيدة عن منطقة قراباغ الأذربيجانية إلى جانب استفزازات سياسية وعسكرية مبالغ فيها من طرف قيادات أرمينيا التي أعلنت بداية التوطين غير القانوني من لبنان وسوريا وكل ذلك أبرزه الإعلام الأذربيجاني واصفا إياه بجرائم حرب وانتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف، كما أن هناك أخبار تبينت أنها زائفة كاستخدام أذربيجان لمسلحين سوريين في حربها ضد أرمينيا.
وفي الكثير من المناسبات أكد إعلام وكالة أذرتاج أن جمهورية أذربيجان كانت قد عبرت عن استعدادها للدخول في مفاوضات ومحادثات تحت إشراف مجموعة مينسك التي كان من المفروض عليها تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الأممي حول النزاع لكنها لم تحترم الدور المنوط بها.
وأمام الاستفزازات العسكرية الأرمينية والأخبار الزائفة والمضللة التي ساهم الإعلام الأذربيجاني بكل مهنية في مواجهتها والكشف عنها وجدت أذربيجان نفسها مجبرة على الرد واتخاذ كل المواقف الدفاعية حماية لمواطنيها وسكانها ومنشآتها.
وعبرت أذربيجان رغم ذلك عن استعدادها لمواصلة المفاوضات شريطة أن تكون محادثات بناء على جدول زمني يحدد موعد سحب أرمينيا لقواتها من إقليم قراباغ الأذربيجانية بموجب القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.
وهكذا استمرت الصحافة الأذربيجانية وفي مقدمتها وكالة أنباء أذرتاج الرسمية في الإخلاص إلى دورها الأساسي المنوط بها والقيام بواجبها على أحسن وجه والدفاع عن القضية الأولى للبلد لدرجة تقديم شهداء إلى حين استرجاع وتحرير المنطقة المستعمرة وإعلان في لحظة تاريخية عودة سيادة أذربيجان رئاسة وحكومة وشعبا على قراباغ، منطقة محررة عزيزة وغالية.
وهنا أختم كلامي وأقف وقفة ترحم على أرواح زملاء استشهدوا أثناء مزاولتهم لمهامهم الإعلامية بسبب انفجارات ألغام مضادة للدبابات وأذكر منهم الزميلين محرم ابراهيموف علي أوغلو من وكالة أذرتاج وسراج أبيشوف مصور قناة أذربيجان، رحمهما الله ولأرواح كل الزملاء الإعلاميين الأذربيجانيين الشهداء السلام… “



