رسالتي… إلى جيل 212 Z

يا أبنائي وبناتي الأعزاء شباب جيل Z212، أنتم قلب هذا الوطن النابض، أنتم أملنا الذي نراه في عيونكم اللامعة بالغيرة والحلم. أنا أشعر بالألم مثلكم، أشعر بتلك النار التي تحرق صدوركم من أجل وطن أفضل، من أجل مغرب فيه الخير كله، يسع الجميع ويحقق الرفاه للجميع.
أنا أشاطركم احتجاجاتكم على أوضاع حال وطننا وأمتنا الذي وصل إليه مغربنا الجميل المتطلع نحو الرقي والازدهار. المغرب الذي أصبح خلال العقدين الأخيرين مدهشا إقليميا في التطور التنموي، لكن يا أحبائي، هذه الاحتجاجات التي تقودونها تحت شعارGenZ212، رغم صدق نواياكم، تكسر قلبي وتدمي روحي، فهي طريق مليء بالدموع والألم يؤدي إلى الدمار بدلاً من البناء.
مطالبكم بصحة أفضل، وتعليم يليق بكم، وعدالة اجتماعية تحمي الجميع. هذه مطالب كل مغربي شريف، لكن الشوارع المشتعلة هذه الأيام ليست الطريق السليم، بل هي جرح ينزف من جسد وطننا الحبيب.
انظروا إلى الواقع الذي يمزق قلبي وقلوب المغاربة الأحرار، في الأيام القليلة الماضية، سالت دماء على أرضنا الطاهرة. هل هذا هو التغيير الذي تحلمون به؟ هل تريدون أن تروا إخوانكم يسقطون واحداً تلو الآخر، وأمهات تبكين أبناءهن في الشوارع؟.
الاحتجاجات اليومية لا تبني مستشفيات أو مدارس؛ بل تثير الفوضى التي تحرق المنازل والمحلات، وتهدم كل ما بنيناه خلال السنين الأخيرة، تعطل حياة البلد بأكمله، وتخيف الاستثمارات التي كنا نأمل أن تخلق فرص عمل لكم، أنتم الذين تستحقون حياة كريمة.
المغرب يستعد لاستضافة كأس أفريقيا للأمم 2025-2026، وكأس العالم 2030، مشروع يجلب الفرح والأمل لملايين المغاربة، يضعنا على الخريطة العالمية كأمة قوية، لكنكم، يا أحبائي، ياأبنائي، تريدون تدميره باسم “الصحة أولاً” و”التعليم أولا”؟ هذا ليس تبذيراً، بل استثمار في أحلامكم، في مستقبل يجعلكم فخورين بوطنكم.
الحكومة تسمع صرخاتكم، والملك محمد السادس، حفظه الله، ملتزم بالإصلاحات التي أطلقها والتي حولت المغرب إلى بلد يسمو باستمرار ويزدهر، كما تشهد على ذلك البنية الاستثمارية الضخمة التي تنتج وتستثمر في كل المجالات الاقتصادية، من صناعة السيارات إلى الصناعات العسكرية وصناعة الطائرات وتشييد الموانئ الضخمة والمطارات، ومحطات السكك الحديدية فائقة السرعة إلخ. استثمارات تحمي أرواحكم وأحلامكم.
نلاحظ ونلمس تقدماً في السنوات الأخيرة من مشاريع صحية جديدة، برامج تعليمية تبني عقولكم، وجهود لمكافحة الفساد الذي يؤلمنا جميعاً. لكن الاحتجاجات العنيفة تجعل الحوار مستحيلاً، وتدفعنا نحو هاوية الظلام، حيث يفقد الجميع أعصابه، ويفقد الوطن بوصلته. تذكروا دروس التاريخ المؤلمة في دول أخرى، أدت مثل هذه الحركات إلى انهيار دمر أمما، وفوضى تجعل الأعداء الخارجيين يفرحون بضعفنا، بينما نحن نبكي على أطلال وطننا.
انظروا إلى ما يحدث من حولكم في جواركم وفي المنطقة العربية. لاتتركوا أعداء الوطن أن يتسللوا إلى برامجكم وإلى صفوفكم…إنهم يتسللون بألبسة متعددة ومتلونة وبأفكار مخربة، لا تتركوا لهم هذه الفرصة…الاحصاءات تؤكد وجود 120 ألف منصة تواصل وموقع إلكتروني يشتغلون من أجل زعزعة المملكة، احذروا منهم. إن خطتهم انكشفت وسوءاتهم تعرت.
توقفوا الآن، يا أبنائي يا شباب، رسالتكم وصلت، قبل أن يزداد الألم وتسيل دموع أكثر. اختاروا الحوار الذي يجمعنا، العمل الجماعي الذي يبني جسوراً، والمشاركة في الانتخابات والمبادرات الرسمية التي تحقق أحلامكم. أنتم GenZ212 جيل ذكي، قوي، مليء بالحيوية، فلا تضيعوا طاقتكم في الشوارع المظلمة، بل ابنوا المغرب بدموع الفرح لا الندم.
وطننا يحتاج إليكم أحياء، مبتسمين، منتجين، لا معتقلين أو ضحايا يبكي عليهم الجميع. محبتي لكم قوية كمغربي يحب وطنه وملكه وكصديق وكأب يخاف على أبنائه، وأدعو الله أن يحفظنا ويجمعنا على محبة هذا المغرب الغالي والملك المتفاني في خدمة شعبه والجد من أجل أن يكون وطننا في مقدمة الأوطان رقيا وتقدما وتطلعا إلى التطور المستدام، ويعيش هذا الشعب في العز والأمن والسلام.
مع مودتي لكم جميعا، مواطن مغربي وإعلامي يحبكم ويعشق بلده المغرب الحبيب ومخلص لملكه، جلالة الملك محمد السادس الحامي لحمى هذا الوطن وأمنه واستقراره.



