احتجاجات “جيل Z” تشعل مدن الجزائر.. تلاميذ يقودون موجة غضب جديدة ضد حكم العسكر
تعيش الجزائر على وقع توترات اجتماعية متصاعدة، بعدما اندلعت خلال الساعات الأخيرة احتجاجات واسعة في عدد من مدن منطقة القبائل، خاصة في ولايات تيزي وزو وبجاية وبومرداس، قادها تلاميذ الثانويات والمتوسطات استجابة لدعوة أطلقتها حركة “جيل Z” تحت شعار “من أجل كرامة وحرية الشعب”.
ووفق مصادر محلية وتقارير متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أغلب المؤسسات التعليمية شهدت شللاً شبه تاماً بعد أن قاطع آلاف التلاميذ مقاعد الدراسة، في خطوة غير مسبوقة وصفت بأنها بداية موجة احتجاج جديدة يقودها الشباب ضد ما يعتبرونه فساداً متجذراً واحتكاراً للسلطة والثروة من قبل المؤسسة الحاكمة.
المتظاهرون رفعوا شعارات قوية تطالب بـإنهاء هيمنة المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية، وتحقيق العدالة الاجتماعية واسترجاع ثروات الشعب، مؤكدين في الوقت ذاته على سلمية حركتهم التي تهدف إلى لفت أنظار الرأي العام الداخلي والخارجي إلى تدهور الأوضاع المعيشية التي يعانيها المواطن الجزائري، خاصة فئة الشباب.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد حالة الغضب الشعبي نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتراجع الثقة في الوعود الحكومية، فيما تتصاعد الدعوات عبر المنصات الرقمية إلى توسيع نطاق الإضراب والاحتجاجات لتشمل قطاعات أخرى خلال الأيام المقبلة، وسط هتافات مطالبة بإسقاط النظام العسكري وإقامة دولة مدنية حقيقية.
هذه التحركات الجديدة التي يقودها جيل وُلد بعد الحراك الشعبي لسنة 2019، تثير تساؤلات واسعة حول مستقبل الاستقرار السياسي والاجتماعي في الجزائر، خاصة في ظل صمت رسمي مطبق تجاه ما يجري، مقابل حالة من الترقب الشعبي لما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات على الأرض.
