حكيم زياش يوقع للوداد البيضاوي

أفادت مصادر مطلعة أن الدولي المغربي حكيم زياش وقّع رسمياً عقد انتقاله إلى نادي الوداد الرياضي، في خطوة وُصفت بالتاريخية داخل الأوساط الكروية الوطنية. ويأتي هذا القرار بعد مسيرة طويلة للاعب في القارة الأوروبية، حيث لمع نجمه منذ بداياته مع نادي هيرنفين الهولندي، قبل أن ينتقل إلى تفينتي ثم أياكس أمستردام، الذي شكل معه إحدى أبرز محطات تألقه حين قاده إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2019، بفضل تمريراته الدقيقة وقدرته العالية على قراءة اللعب وصناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.
بعد تجربته المميزة في أياكس، التحق زياش بنادي تشيلسي الإنجليزي سنة 2020 في صفقة بلغت قيمتها نحو أربعين مليون يورو، ليحقق مع الفريق لقب دوري أبطال أوروبا سنة 2021، إضافة إلى ألقاب أوروبية ومحلية أخرى جعلته من أبرز الأسماء المغربية التي تألقت في الملاعب العالمية. غير أن مساره عرف لاحقاً بعض التذبذب بسبب الإصابات وتراجع فرصه في التشكيلة الأساسية، ما جعل عودته إلى المغرب خياراً مطروحاً منذ فترة ليست بالقصيرة.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن مفاوضات الوداد مع زياش كانت قد انطلقت منذ الميركاتو الشتوي الماضي لكنها لم تكلل بالنجاح حينها، قبل أن تتجدد في الأسابيع الأخيرة وتُتوّج بتوقيع رسمي، يعيد النجم المغربي إلى الملاعب الوطنية وسط ترحيب واسع من جماهير النادي الأحمر. وتعتبر هذه الصفقة واحدة من أبرز التحركات في تاريخ الكرة المغربية، نظراً لقيمة اللاعب الفنية وخبرته الكبيرة في المنافسات الأوروبية والعالمية.
اختيار زياش العودة إلى بلده الأم يحمل بعداً رمزياً يتجاوز الجانب الرياضي، فهو يأتي في وقت يسعى فيه الدوري المغربي إلى استقطاب مزيد من الأسماء الكبيرة لرفع مستواه الفني والتسويقي، كما يعكس رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة تمنحه الاستقرار وتعيد إليه متعة اللعب أمام جماهير بلاده. أما بالنسبة للوداد، فإن انضمام زياش يُعد مكسباً ثميناً، إذ من المنتظر أن يُسهم في تعزيز القوة الهجومية للفريق بخبرته الواسعة وقدرته على التحكم في نسق المباريات وصناعة الفرص الحاسمة.
ورغم الحماس الكبير الذي رافق الإعلان عن الصفقة، تبقى بعض التحديات قائمة أمام اللاعب والنادي معاً، أهمها مدى قدرته على التأقلم السريع مع إيقاع الدوري المحلي بعد سنوات طويلة في أوروبا، إضافة إلى جاهزيته البدنية للمشاركة في المنافسات المقبلة. ومع ذلك، يعلق أنصار الوداد آمالاً كبيرة على زياش لقيادة الفريق نحو مزيد من النجاحات القارية، ولتأكيد أن كرة القدم المغربية باتت قادرة على استعادة نجومها وإعادتهم إلى الملاعب الوطنية في أوج عطائهم.
بهذا الانتقال، يكون حكيم زياش قد فتح صفحة جديدة في مسيرته، بين تجربة احترافية غنية بالخارج ورغبة صادقة في المساهمة في إشعاع الكرة المغربية من داخل الوطن، في خطوة تعكس نضج اللاعب ورغبته في ترك بصمة مميزة داخل أحد أكبر الأندية في إفريقيا والعالم العربي.



