
الرباط – الحدث الإفريقي
وصف زهير أصدور، رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في الرياضة، ما جرى خلال مشاركة المنتخب الوطني المغربي لأقل من 21 سنة لكرة اليد في بطولة العالم المقامة ببولندا، بـ”الفضيحة المكتملة الأركان”، بعد توالي المعطيات بشأن اختفاء أربعة لاعبين من البعثة الوطنية، وظهور اثنين منهم لاحقًا في مقطع مصوّر من العاصمة الفرنسية باريس.
وقال أصدور، في تصريح خصّ به جريدة الحدث الإفريقي، إن ما وقع “يتجاوز مجرد حادث فردي معزول”، معتبرا أن القضية تضع أكثر من علامة استفهام حول منظومة التأطير، وسلامة التسيير داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد.
وأضاف: “نستغرب في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في الرياضة هذا الصمت الغريب من طرف الجامعة، خاصة أن الواقعة تمس صورة المغرب في محفل دولي، وتضرب في العمق مصداقية مشاركاتنا الخارجية”.
وتوقف أصدور عند ما أسماه “الغياب غير المبرر لأي عضو من المكتب الجامعي عن مرافقة البعثة”، وهو أمر قال إنه “يشكل سابقة خطيرة لم نألفها في المشاركات الدولية، ويؤكد وجود اختلال في التقدير والالتزام بالمسؤولية”، مضيفًا أن “وفود المنتخبات الشابة تحتاج إلى مواكبة إدارية صارمة، وتأطير مستمر، لضمان الانضباط والحضور المؤسساتي في كل اللحظات”.
الأخطر، حسب رئيس الهيئة، هو تداول معطيات تفيد بمرافقة شخص للبعثة على أساس أنه “لاعب”، في حين لم يكن ضمن التشكيلة الرسمية. “إذا تأكد هذا الأمر، فنحن أمام استغلال صريح للصفة الرياضية لغرض الهجرة السرية، وهو ما يستدعي مساءلة فورية من الجهات المختصة”، يقول أصدور.
وأكد المتحدث أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في الرياضة تتابع القضية عن كثب، وتعتزم التواصل مع الوزارة الوصية ومع اللجنة الأولمبية الوطنية، للمطالبة بفتح تحقيق معمق وشامل يحدد المسؤوليات ويقترح تدابير إصلاحية ملموسة، مؤكدا، أن“السكوت لم يعد مقبولًا، والمحاسبة باتت ضرورة وطنية”.
وختم أصدور تصريحه قائلاً: “الرياضة الوطنية ملك لجميع المغاربة، وكل من يسيء إلى صورتها وهيبتها يجب أن يتحمل مسؤوليته. لا يمكن أن نرهن مستقبل أجيال كاملة بسوء الحكامة، أو نتواطأ بالصمت أمام انزلاقات تضرب في عمق القيم التي نؤمن بها وندافع عنها”.



