Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقياالعالم

إبراهيم غالي يهاجم الاتحاد الأوروبي وإسبانيا

شن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، هجوماً حاداً على الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، متهماً بروكسل بـ”التحايل” على قرارات محكمة العدل الأوروبية بشأن الاتفاقيات التجارية المرتبطة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ومنتقداً الموقف الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

جاءت هذه الانتقادات، التي أطلقها غالي خلال اجتماع ما يسمى “الأمانة الوطنية”، في ظل تحول محوري في السياسة الخارجية الإسبانية نحو دعم الرؤية المغربية، وهو ما يمثل ضربة موجعة لخطاب الجبهة التي طالما راهنت على الموقف الإسباني. هذه التطورات تأتي أيضاً بالتزامن مع الزخم الذي أحدثته القمة المغربية-الإسبانية الأخيرة، التي رسخت تحولاً عميقاً في التوازنات الإقليمية لصالح تعزيز الشراكة الاستراتيجية والإقرار بدعم المبادرة المغربية على المستوى الأوروبي.

حالة ارتباك وبحث عن تموضع

خبراء مغاربة يرون أن تصريحات غالي تعكس حالة من الارتباك والإنكار داخل الجبهة، في ظل تزايد المواقف الدولية المؤيدة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.

“البحث عن تموضع”

من جانبه، أكد عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن احتجاجات غالي “تهدف أساساً إلى الحصول على تموضع داخل الرأي العام الدولي، وفي مقدمته الرأي العام الإسباني”، أو عند صدور قرارات مهمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أضاف البلعمشي أن هذه التصريحات موجهة بالأساس إلى “الداخل الانفصالي”، وتستهدف الحد من الانشقاقات ومحاولة التعامل مع التطورات الكبيرة التي لم تعد الجبهة قادرة على مجاراتها.

خلاصة البلعمشي: “هذه التصريحات لا تغيّر الواقع، ولا تلقى تجاوبا فعليا على المستوى الدولي. الإدارة الدبلوماسية الإسبانية تتعامل مع الملف من موقع مختلف اليوم؛ أي بما يعزز شرعية المغرب في الصحراء”. وخلص إلى أن المغرب يواصل تعزيز موقفه الدولي، فيما تتزايد عزلة البوليساريو وحلفائها.

“حالة إنكار واضحة”

بدوره، سجل محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن التصريحات تعكس “حالة إنكار واضحة” يعيشها زعيم البوليساريو وقادتها، حيث تتصرف القيادة الانفصالية وكأنها في زمن سابق، غير مدركة لوزن القرارات الأممية الأخيرة.

وأشار ماء العينين إلى أن القرار الأممي رقم 2797 شكل نقطة فاصلة، رسخت واقعية ووجاهة مبادرة الحكم الذاتي وحددت عملياً سقف العملية السياسية.

خلاصة ماء العينين: “ما بعد القرار الأممي رقم 2797 ليس كما قبله… استمرار هجمات قيادة البوليساريو على الاتحاد الأوروبي وإسبانيا مجرد محاولة للهروب إلى الأمام وتغطية العجز الداخلي”. وحذر من أن “خيار الانفصال أصبح خارج السياق الدولي”، مؤكداً أن الطريق الوحيد المتبقي هو التفاوض في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

النفوذ المغربي يُضعِف خطاب الجبهة

تأتي هذه الانتقادات في وقت تتزايد فيه التحولات الإقليمية والدولية لصالح المغرب، بما في ذلك الانفتاح على مناقشة تصنيف الجبهة كتنظيم إرهابي داخل المؤسسات الأمريكية بسبب ارتباطاتها في منطقة الساحل. هذا الزخم الدبلوماسي يؤكد، بحسب المحللين، أن المغرب يواصل تعزيز موقعه القانوني والدبلوماسي، بينما تتراجع قدرة البوليساريو على التأثير داخلياً وخارجياً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button