الإعلام والمساواة بين الجنسين: ورشات تكوينية ومبادرات رائدة ضمن فعاليات المعرض الاقتصادي التضامني بوجدة

وجدة – الحدث الإفريقي
في سياق الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، نظم برواق PEG لتعزيز المساواة بين الجنسين يوم الإثنين 26 ماي 2025 بمدينة وجدة، ورشة تكونية نوعية أشرفت عليها المنظمة البلجيكية غير الحكومية ” Echo-communication “وشركائها، وذلك ضمن فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في دورته السادسة التي تحتضنها مدينة وجدة في الفترة الممتدة من 23 ماي إلى 30 منه.

أطّر الورشة الإعلامي عبد السلام العزوزي، مدير نشر موقع “الحدث الإفريقي” والمدير العام “لأكاديمية المستقبل للإعلام والتواصل”AMICOM، فيما تولّت الإعلامية مونية حداوي، الناشرة لصحيفة إكسبريس وعضو الشبكة الوطنية للصحافيين الشباب خريجي المعاهد والجامعات، تقديم الورشة وتنسيق فقراتها، هذا اللقاء التكويني شهد حضورًا متنوعًا، ضمّ طلبة وأساتذة ماستر الإعلام والتواصل بجامعة محمد الأول بوجدة، إلى جانب عدد من رؤساء التعاونيات الاقتصادية، وممثلين عن منظمات من عدة دول إفريقية، ما منح الورشة بعدًا قاريًا وتفاعليًا لافتًا.

المحور الأول: صناعة المحتوى الرقمي الهادف لخدمة القضايا المجتمعية
بعنوان “صناعة المحتوى الرقمي الهادف”، ركّز في هذا المحور على سبل إنتاج مضامين إعلامية رقمية تتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، مع تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الصحفي.
تم خلال الورشة تقديم نماذج تطبيقية حول كيفية توظيف المحتوى الرقمي لدعم قضايا مثل المساواة بين الجنسين، والحماية الاجتماعية، وتمكين الشباب والنساء، وهو ما لاقى تجاوبًا واسعًا من طرف الطلبة المشاركين، الذين أبانوا عن وعي عالٍ بإشكالات الإعلام الرقمي وتحدياته.

المحور الثاني: الاتصال المؤسساتي وتسويق المنتوج المحلي
استهدف المحور على وجه الخصوص رؤساء التعاونيات المشاركة في المعرض، حيث تم تزويدهم بأساسيات إعداد محتوى تواصلي وإشهاري فعّال، يُمكّن من إبراز قيمة المنتجات المحلية والترويج لها بطريقة احترافية، لاسيما عبر الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وقد تخللت الورشة تدريبات ميدانية وتطبيقات مباشرة، مكّنت المشاركين من امتلاك أدوات قابلة للتنفيذ العملي داخل أروقة المعرض وخارجه، ما يعزز التمكين الاقتصادي للتعاونيات، وخصوصًا تلك التي تسيرها نساء.
تأتي هذه الورشات في سياق تفاعلي أوسع يُقحم الإعلام كفاعل محوري في تعزيز المساواة بين الجنسين، من خلال نشر الوعي وتغيير الصور النمطية، وتقديم نماذج ناجحة لنساء رائدات في مجالات الإعلام والاقتصاد التضامني. ورغم الدينامية الملحوظة، إلا أن التحديات تظل قائمة، ومنها:

– التحيزات والتمييز داخل المؤسسات الإعلامية.
– ضعف التمثيل النسائي في مواقع القرار الإعلامي.
– قلة الوعي المجتمعي بأهمية المساواة.
– تحديات التمويل والقيود الاجتماعية والثقافية.
– الرقابة والتضييق على المحتوى المتعلق بقضايا النوع الاجتماعي.

كلها عوامل تتطلب تعبئة جماعية وتنسيقًا أكبر بين الفاعلين الإعلاميين والمدنيين من أجل تحقيق تحول حقيقي في الوعي والسلوك.
تنخرط مؤسسة “إكسبريس” في هذا الورش الإعلامي والاجتماعي انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز قيم المساواة والعدالة الاجتماعية. وتسعى المؤسسة، من خلال مبادراتها التكوينية والميدانية، إلى تمكين الفاعلين المحليين والمهنيين الشباب من أدوات اشتغال حديثة، تستجيب لمتطلبات العصر الرقمي، وتعزز انخراطهم الفعلي في بناء مجتمع متضامن ومنصف.



