Hot eventsأخبارأخبار سريعةجهات المملكةمغاربة العالم

ندوة بفاس تؤكد: استراتيجيات مبتكرة لتوظيف كفاءات المغرب والعرب بالخارج

أكدت ندوة علمية عُقدت بفاس يوم السبت 27 يوليو 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والفاعلين الجمعويين، على الأهمية القصوى لاعتماد استراتيجيات ومقاربات مبتكرة للاستفادة القصوى من الكفاءات المغربية والعربية المقيمة بالخارج واستثمار طاقاتها في خدمة التنمية الوطنية.

استراتيجية وطنية شاملة وتثمين “التراث الفكري”

شدد مصطفى الزباخ، رئيس منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار والمقرر العام لأكاديمية المملكة المغربية، على ضرورة إعداد استراتيجية وطنية شمولية. يجب أن تُشرك هذه الاستراتيجية المجتمع المدني، والمؤسسات الرسمية، والكفاءات المهاجرة نفسها، بهدف تثمين هذه الفئة وتمكينها من المساهمة الفاعلة في تنمية بلدانها. واعتبر الزباخ أن العقول والكفاءات المغربية بالخارج تمثل “تراثًا فكريًا” يجب حمايته والحفاظ عليه، بالإضافة إلى كونها “خزائن معرفية” وطاقات خلاقة وخبرات متراكمة.

واقترح الزباخ أيضًا ربط الكفاءات المهاجرة بمشاريع استثمارية وتنموية في بلدانها الأصلية، وإحداث منصة وطنية لتتبع وضعيتها واستطلاع آرائها حول آفاق العودة، مع تشكيل لجان مشتركة لتحديد فرص الشراكة والمساهمة في أوراش التنمية.

الكفاءات شريك في القرار ورأسمال سيادي عابر للحدود

من جانبه، أكد محمد السنوسي، رئيس المجلس المغربي للشؤون الخارجية وخبير الذكاء الاقتصادي، على أهمية تشجيع الكفاءات على العودة والمساهمة في النهوض بالوطن. وشدد على ضرورة اعتماد مقاربة جديدة تجعل الكفاءات المغربية بالخارج شريكًا في القرار وفاعلًا أساسيًا في التنمية، مشيرًا إلى أن “أكثر من 700 ألف عقل مغربي بالخارج يشكلون رأسمالًا رمزيًا وسياديًا عابرًا للحدود”.

دور الجالية متعدد الأبعاد وأهمية المواكبة الثقافية

أبرز حسن عبيابة، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيس مركز ابن بطوطة للدراسات العلمية والاستراتيجية، الدور متعدد الأبعاد للجالية المغربية بالخارج، واعتبرها فاعلًا “أساسيًا واستراتيجيًا”. وشدد عبيابة على ضرورة مواكبة الجالية ثقافيًا وتعزيز ارتباطها بالهوية والثقافة المغربية عبر التأطير الثقافي والتربوي وإبراز القيم الوطنية، والرهان على الثقافة كرافعة للتماسك والانتماء.

المراجعة التشريعية والمؤسساتية كمدخل أساسي

أكد محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، على أهمية المراجعة التشريعية والمؤسساتية كمدخل أساسي لتفعيل الاستفادة من الكفاءات المقيمة بالخارج. وأشار إلى أن التحديات التنموية الجديدة تتطلب تعبئة شاملة للطاقات الوطنية أينما وجدت، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية لدمج الكفاءات المهاجرة. كما أكد على أهمية مراجعة القوانين ذات الصلة بالاستثمار، والحالة المدنية، والنظام الجبائي، وكل ما ييسر اندماج الكفاءات في الاقتصاد الوطني، مع تثمين المبادرات المؤسساتية القائمة.

خارطة طريق جديدة للاستفادة من الثروة البشرية

اختتم عبد النبي السباعي، الكاتب العام لجمعية فاس سايس، مؤكدًا أن الندوة، المنظمة بمناسبة تخليد الذكرى الـ26 لعيد العرش المجيد، تمثل محطة مهمة للترافع حول قضية هجرة الكفاءات. وأشار إلى أن جمعية فاس سايس تعمل على بلورة خارطة طريق جديدة سيتم تقاسم مخرجاتها لاحقًا في كتاب علمي يعرض مختلف السبل للاستفادة من هذه الثروة البشرية.

الندوة، التي نظمت تحت شعار “استراتيجيات الاستفادة من العقول والكفاءات المغربية والعربية في الخارج”، بمبادرة من منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار والمجلس المغربي للشؤون الخارجية، بشراكة وتعاون مع جمعية فاس سايس، شكلت فرصة للتفكير الجماعي في بلورة مقاربات جديدة وفعالة لتثمين هذه الكفاءات لخدمة قضايا التنمية الوطنية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button